"انتصار عظيم لبلادنا".. بهذه الكلمات وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصويت مجلس الشيوخ ذي الأغلبية الجمهورية على تبرئته من تهمتي إساءة استخدام سلطات منصبه وعرقلة عمل تحقيقات الكونجرس.
التصويت النهائي الذي جرى، مساء أمس الأربعاء، تم على جولتين حول اتهام الديمقراطيين له بالتصرف بشكل غير لائق بشأن حجبه مساعدات أمنية أميركية مخصصة لأوكرانيا.
وجاء تصويت مجلس الشيوخ برفض 52 للتهمة مقابل تأييد 48، فيما صوت 53 عضوا برفض التهمة الثانية مقابل 47 آخر بالتأييد.
يستند التحقيق في قضية عزل ترامب إلى تقرير مخبر سري، يفصل جهود الرئيس في التأثير على الزعيم الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتحقيق مع جو بايدن، منافسه السياسي المحتمل في انتخابات عام 2020 الرئاسية.
شعر المخبر بأن تقريره كان يشكل مصدر "قلق عاجل"، باعتبار وجود ضغط على قوة أجنبية للتدخل في الانتخابات الأمريكية، وأن الرئيس يسيء استخدام مكتبه لتحقيق مكاسب شخصية، ويعرض الأمن القومي للخطر.
قال التقرير إن الرئيس ترامب ارتكبَ عددًا من الانتهاكات عندما أجرى محادثة هاتفيّة معَ زيلينسكي حيثُ ضغط عليهِ من أجل إعادة فتحِ تحقيقٍ بخصوص المرشح للانتخابات الرئاسيّة عام 2020 جو وابنه هنتر بايدن، كما اتهمَ التقرير البيت الأبيض بمحاولة إخفاء محتويات هذه المكالمة الهاتفية. ردًا على التقرير؛ أصدرت إدارة ترامب نسخةً من المكالمة الهاتفية والتي تؤكّدَ فيها أن ترامب قد طلب من زيلينسكي النظر في قضيّة بايدن.
وفي سبتمبر 2019؛ وبعد فترة وجيزة من انتشار خبر المكالمة أقرّ ترامب أنه ناقش قضيّة جو بايدن خلال مكالمة مع الرئيس الأوكراني في يوليو معلّلًا ذلك بمحاربة الفساد في الدولتين.
بعدَ ثلاث أيامٍ؛ أصدرَ البيت الأبيض جزءًا ممّا وردَ في المحادثة بين ترامب وزيلينسكي بعدما كان قد وعد بالقيامِ بذلك في اليوم السابق.
نفى ترامب أن يكون تعليقه للمُساعدات العسكرية لأوكرانيا مرتبطًا برفض الحكومة الأوكرانية التحقيق في قضيّة هانتر بايدن لكنّه قال أيضًا إن حجب المساعدات لهذا السبب هو أمرٌ مقبولٌ من الناحية الأخلاقية في حالةِ ما رفضت أوكرانيا ذاك الطلب.
بحلول 26 سبتمبر؛ اتهمَ ترامب المبلّغ عن فحوى المكالمَة بأنه "جاسوس" و"خائن" ثمّ أشار إلى أن الخيانة العظمى يُعاقب عليها بالإعدام.
حينها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مصادر مقربة من ترامب، إن ما قاله الرئيس في المكالمة أمر طبيعي مبررانِ ذلك بأن هذه هي طريقة ترامب في التراسل والتحدث مع باقي قادة العالم.
وفي نفس الشهر، أعلنت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أن 6 لجان ستُجري تحقيقًا رسميًا في قضية مُساءلة الرئيس ترامب، فقد اتهمت ترامب مسبقًا بالخيانة وإلحاق الضرر بالأمن القومي الأمريكي.
هذه اللجان الـ6 هي الخدمات المالية، القضاء، المخابرات، الشؤون الخارجية، الرقابة والإصلاح ولجنة ما تُعرف بالسبل والوسائل.
وفي 21 يناير، بدأت رسميًا محاكمة ترامب من قبل مجلس النواب الأمريكي، وشهد اليوم الأول من المحاكمة مشاحنة ومشادات بين الديمقراطيين والجمهوريين حول قواعد المحاكمة، حيث رفض رئيس الأغلبية الجمهورية ميتش ماكونيل استدعاء الشهود أو الإطلاع على وثائق رئيسة.
واعتبر قادة الحزب الديمقراطي هذا تلاعبا في إجراءات المحاكمة ويصل إلى جريمة تستر، ويقود إلى نتيجة معدّة مسبقا. ووجهت للرئيس الأمريكي في اليوم الأول تهمتين؛ الأولى سعيه لطلب المساعدة من الحكومة الأوكرانية في إعادة انتخابه في نوفمبر المقبل، والثانية منعه لطاقم عمل البيت الأبيض من الشهادة أمام مجلس النواب في السنة الماضية.