أعلن الإعلامي والنائب البرلماني مصطفى بكري، تفاصيل لقائه بالمشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، على هامش الزيارة التي أجراها مؤخرًا إلى الأراضي الليبية.
وقال بكري عبر حسابه على موقع "تويتر": "المرة الأولى التى التقى فيها المشير حفتر وجها لوجه، تحدثنا عن الأوضاع الراهنة، كانت كلماته محددة، وتقيمه للأوضاع ينطلق من مسئولية، ووطنيته تنطلق من إدراك بأهمية اللحظة الراهنة وطبيعة الأوضاع التى تحكم مسارات الموقف الدولى والاقليمى"، وأضاف: "فى حديثه عن مؤتمر موسكو قال المشير: إن قرار عدم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان مقترحا فى هذا المؤتمر، الذى جاء بناء على اتفاق روسى- تركى، ينطلق من ثوابت الموقف الليبى، وأبرزها المطالبة أن يوقف إطلاق النار فى هذا اللقاء، جاء بعد الانتصارات التى حققها الجيش الليبى، وتحريره للعديد من المناطق المؤدية لقلب العاصمة طرابلس، فكانت هذه الانتصارات دافعا لتحرك بعض الأطراف، ولكننا لايمكن أن نقبل بوقف لإطلاق النار، دون تفكيك للميلشيات الإرهابية المسلحة، ووقف التدخل التركى فى شئون ليبيا، وامداد حكومة اردوغان للميلشيات بالسلاح".
وتابع بكري: "قال المشير: لقد طلبنا مهلة من الوقت لدراسة المقترح وبعد الدراسة أدركنا أن وقف إطلاق النار بالصيغة المطروحة يعنى فتح الطريق أمام هذه الميلشيات لمحاولة تغيير الواقع على الأرض، عن طريق المزيد من صفقات الأسلحة وإرسال الدواعش إلى داخل طرابلس بهدف تغيير موازين القوى"، وأضاف: "المشير حفتر قال: نحن ندرك أن هذه العناصر الإرهابية المسلحة ليس لها ضابط أو رابط، ومن ثم فهى لاتخضع لأية قيادة ولاتلتزم بأية قرارات لوقف إطلاق النار، أو خلافه، وقال لقد ابلغنا القيادة الروسية بموقفنا بشكل واضح، وقلنا اننا لسنا ضد وقف إطلاق النار، ولكن وقف إطلاق النار له شروط، يجب أن يلتزم بها الطرف الآخر، خصوصا بعد أن أدركنا أن الطرف التركى هو الذى يتفاوض، نيابة عن الطرف الأخر".
وأوضح بكري: "عندما تحدثت مع سيادة المشير عن مؤتمر برلين ومقرراته أكد على نفس المعانى والثوابت، فانتصارات الجيش فى طرابلس وسرت، كانت دافعا لهذا الاهتمام الدولى، بالبحث عن حلول للأزمة، وقال نحن لسنا ضد أى حل سياسى يضمن وحدة وطنية بموافقة مجلس النواب المنتخب من الشعب، ولايجب على الطرف الآخر أن يستغل الموافقة على الهدنة لمحاولة فرض أمر واقع، الجيش الليبى لن يسمح بالتحايل لتحقيق المكاسب لهذه الميلشيات من الحصول على المزيد من الأسلحة وتهريب المرتزقة إلى طرابلس"، وتابع بكري أن المشير: "ليكن معلوما ان الجيش لايحارب طرفا متساويا معه، لأن الجيش هو جيش الوطن، ورسالته هى تحرير كل جزء من أرض الوطن من الميلشيات الإرهابية وغيرها، خاصة أن هذه الميلشيات هى محظورة بقرار من مجلس الأمن والمنظمات الدولية لانها تمارس الإرهاب والقتل وتخريب الأوطان".
وقال بكري، أن المشير أكد أن ليبيا لن تكون مستودعا للإرهابيين وغيرهم والجيش الليبى فى نحو خمس سنوات قادر على تحرير ماتبقى من أراضيه لأنه مكلف من مجلس النواب بهذه المهمة ويتحرك فى إطار من الشرعية وحماية لمصالح الوطن، وأضاف: "كان المشير يتحدث بلغة تعكس إيمانا حقيقيا وثقة بلا حدود فى القوات المسلحة الليبية، التى تولت القيام بهذه المهمة فى إطار عملية الكرامة،التى اسست الجيش منذ منتصف عام 2014 وخاضت فى سبيل ذلك معارك كبرى فى بنغازى ودرن وبنينا وسرت وغيرها من المناطق، التى سيطرت عليها الميلشيات لعدة سنوات اذاقت فيها الشعب الليبى، الأمرين وقتلت آلاف المواطنين من الشخصيات الدينية والوطنية ورجال المجتمع المدنى، والقضاة ورجال الشرطة والعسكريين، حيث كانت عمليات المحاكمات الوهمية التى تعقبها عمليات قتل لاتتوقف، حيث كانت المعدلات تصل فى مدينة بنغازى وحدها فى بعض الأحيان إلى اغتيال 14 شخية فى اليوم الواحد".
وأوضح بكري أن المشير خليفة حفتر يقدر دور مصر، ودور الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى الدفاع عن حق الجيش الوطنى الليبى فى تحرير أراضى بلاده، ورفض التدخلات الخارجية، وهو يرى كما يقول: أن دور مصر لاغنى عنها، وأن مصر أكتوت بنار الإرهاب وأن القوات المسلحة المصرية، كان لها الفضل فى القضاء على الإرهاب الذى سعى إلى تخريب المنشأت وقتل المواطنين ورجال المؤسسات من قضاة وشرطة وجيش وغيرهم، فى محاولة منهم لافشال الدولة المصرية وقال: إن علاقة الأخوة التى تربط بين مصر وليبيا هى علاقة تحكمها الجغرافيا والتاريخ المشترك، واواحد الدم والعلاقات الاجتماعية التى تربط بين أبناء الشعب، وأضاف أن خفتر قال "إن الرئيس السيسى تحرك منذ البداية وقال موقفا واضحا، بأن حكومة السراج سقطت فى قبضة الميلشيات وهو موقف يستحق كل التقدير والاحترام/ كما أن الاتصالات التى أجراها ويجريها الرئيس السيسى، بكافة الأطراف الدولية كان لها تأثيرها الكبير فى التحرك السياسى، لهذه البلدان نحو البحث عن حل للأزمة الليبية".
وحول المحور السياسى لمؤتمر برلين أكد المشير، أن أى حل يعيدنا إلى المربع (صفر)، مرفوض وأن الخيار الوحيد هو فى ضمان وحدة ليبيا، دون أن يكون للميلشيات الإرهابية أى دور فى هذا الأمر، هناك مجلس نواب هو المعبر عن الشعب الليبى، وهو وحده المنوط به تبنى الخيار السياسى الذى يتوافق مع المصلحة الوطنية، وإنهاء حكم الميلشيات، أما بالنسبة لإغلاق فئات من الشعب الليبى والقبائل للمنشأت النفطية لحين وضع الحلول التى تضمن عائدات، النفط إلى الشعب الليبى وليس إلى دعم الميلشيات والمرتزقة ومن يساندهم، كان من رأى السيد المشير أن القوات المسلحة تحترم قرار الشعب وتحمى الشعب الذى يدافع عن ثروته وخيراته.
وأضاف بكري عبر تويتر: كانت كلمات المشير محددة، ورؤيته واضحة ونهجه ينطلق من أرضية الثوابت التى تؤكد عليها القوات المسلحة الليبية، فى كافة مواقفها وتحركاتها، وهو على ثقة من أن دماء الشهداء هي التي تبني الوطن وتحمى أراضيه وشعبه، انها المعاني التي سبق وأكد عليها عليها قال "إن هذا النصر يأتي ليعيش المواطن كريما وسيدا، قدم قوافل الشهداء منتصبي القامة مرفوعي الرأس في ساحات الشرف، وأنه حان الوقت لتدخل بنغازي عهدا جديدا من الأمن والسلام والتصالح والوئام والبناء والعمار والعودة إلي الديار، وكذلك الحال عندما أعلن المشير حفتر تحرير مدينة "درنة" بالكامل في 28 يونيو 2018، لقد قال يومها في خطابه " نعلن بكل فخر تحرير مدينة درنة الغالية على كل الليبيين وعودتها آمنة مطمئنة إلي أحضان الوطن لتعم الفرحة كافة أرجاء ليبيا".
وتابع بكري: لقد كان كلام المشير حفتر عن قرار الشعب في محاصرة حقول النفط ينطلق من إيمان حقيقي بحق الشعب في التحكم في ثرواته البترولية، وقد سبق وأن أكد على ذات المعاني في خطابه بمناسبة تحرير درنة 2018 عندما قال "نرفض أن تتحول ثروات ليبيا إلي مصادر تمويل تمويل الشعب الليبي، وإذا كانت عملية الكرامة تتمدد ولا تنكسر كما هي في رأي المشير حفتر، إلا أنه يرى أن العبء الذي تحملته القوات المسلحة منذ عام 2014 هو تأكيد على إخلاص أبناء الجيش للشعب الليبي الذي يمثل الظهير الحقيقي لعملية الكرامة التي تستهدف وحدة الأراضي الليبية وتحريرها".
وأوضح بكري: يرى المشير حفتر أن كافة مطامع القوى الاستعمارية سوف تتحطم على صخرة صمود الجيش والشعب الليبي، ذلك أنهم كما يقولون: لا يعرفون طبيعة هذا الشعب الأبي، ولم ينجحوا طيلة الفترة الماضية في تمزيق نسيجه الاجتماعي، خاصة أن ليبيا دولة تمتلك إمكانات هائلة ومساحة واسعة من الأراضي تمكنها أن تكون رقما مهما في المعادلة الدولية، وأضاف: "يراهن المشير خليفة حفتر على مواقف الدول العربية في الدفاع عن الأمن القومي العربي ، ورفض التدخلات الخارجية للتصدي لإعادة انتاج مرحلة الاستعمار العثماني في بلادنا من جديد".
واختتم: "كانت تلك هي الثوابت التي كانت مجالا للنقاش مع المشير حفتر في الجلسة الخاطفة التي تمت في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة،وبعدها اصطحبني اللواء عون إبراهيم الفرجاني رئيس الهيئة العامة للسيطرة بالقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية في جلسة استمرت لأكثر من ثلاث ساعات ونصف، تحدث فيها عن الأوضاع الراهنة على الساحتين الليبية والعربية، وشرح فيها عملية الكرامة وكيف تأسست على يد المشير خليفة حفتر الذي انحاز إلي جانب مطلب الشعب الليبي وتحمل المسئولية وتصدى لها، وبدأ في بناء الجيش الوطني بمائتين من الجنود والضباط حتى أصبح الآن بفضل عزيمته وإصراراه مع إخوانه من القادة جيش قوي وقادر على إلحاق الهزيمة بأعداء الوطن الذين سعوا إلي تمزيقه والتآمر عليه".