أكد الدكتور إسماعيل تركي، خبير العلاقات الدولية، أن بعض الأطراف رأت أن مؤتمر برلين لم يؤتي ثماره والبعض الأخر رأى أنه مرضي على سبيل الهدف الذي وضع من خلاله، حيث كان بداية الحشد له والتحرك الدولي السياسي والدبلوماسي سواء من دول الجوار كمصر وبعض الدول التي لها علاقة بأمن ليبيا تحديدًا أو أوروبا كان الهدف الرئيسي للمؤتمر منع التدخل التركي العسكري في ليبيا، على سبيل تحقيقه تم تحقيقه بشكل كبير مدللاً بما قاله مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة عندما أكد أن قبل مؤتمر برلين لم تملك الأمم المتحدة أي أوراق لمواجهة الرئيس التركي أردوغان إذا تتدخل في ليبيا بشكل عسكري، وهو ما قد يزيد من وتيرة الصراع وتفاقم الأزمة ولكن بعد توقيعه على ما أقرته جميع الأطراف المتواجدة في برلين بمنع التدخل العسكري في ليبيا، أصبح لدينا ما نعاقبه به، وتعد أهم الخطوات التي حددها مسار برلين.
وأضاف تركي، على مستوى حل الأزمة الليبية كان لهم مجموعة من المخرجات لإعطاء الفرصة الأكبر للحل السلمي للمساعدة في احياء وتكوين وترميم وانشاء المؤسسات داخل ليبيا، ونزع الأسلحة من الميليشيات ومنع التسلح وفرض حظر تصدير السلاح للقوات المتصارعة داخل ليبيا، والتي تم اسنادها إلى لجنة 5+5 من القوات العسكرية من الطرفين الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق وهى اللجنة المختصة بالاشراف على عملية وقف إطلاق النار، وأكد الناتو والدول الأوربية على مساعدة تلك اللجنة ومراقبة تلك العمليات، وتعد المرحلة الأولى والتي تمثل مرحلة جيدة بتثبيت وقف إطلاق النار بشكل مبدأي على الرغم من أن هناك من اخترق تلك المرحلة من بعض الميليشيات ولكن نجح الجيش الوطني الليبي في ردهم بشكل فعال.
سيناريو دمج الفصائل المسلحة..
وحول سيناريو دمج الفصائل المسلحة في ليبيا، أكد خبير العلاقات الدولية، أن المسألة لم تعد سياسية حيث لم تعد لحكومة الوفاق الشرعية على اعتبار انتهاء اتفاق الصخيرات بعدم القيام بدوره، حيث لم تنجح حكومة الوفاق في نزع الأسلحة من الميليشيات، الدول التي تساعد حفتر ترى أن المسألة أمنية بحتة وأنه لا يمكن أن يكون هناك انفراجة أو حل لتلك الأزمة إلا بالسيطرة الكاملة للجيش الليبي على جميع الأراضي الليبية على اعتبار أن الجيش هو الجهة الوحيدة القادرة على السيطرة وحماية سيادة الدولة الليبية، من الوارد دمج بعض الميليشيات بعض الزعماء المتواجدين في حكومة الوفاق لازالو يحافظون على السلطة الخاصة بهم بدعم من بعض الدول وعلى رأسها قطر وتركيا، والتعامل مع المساعدات الدولية حيث أن الحكومة التي تسيطر هى المنوط بها التعامل بالمسألة الاقتصادية بتصدير البترول أو غيره من الثروات الطبيعية.
وبشان اتفاق الصخيرات الذي كان النقطة المضيئة لمؤتمر برلين، ومع إرسال أردوغان قوات إلى ليبيا قبل بدء المؤتمر بيوم هل حكم أردوغان على المؤتمر بالموت قبل بدايته أم أنه أحد أساليب الابتزاز الدولي الذي يتبعه الفاشي العثماني، قال تركي، إن اتفاق الصخيرات الذي أكد عليه ممثلي الجامعة العربية على أنه سيكون حجر الأساس التي تتشكل عليه أي عملية سياسية، مؤكداً أن مؤتمر برلين استكمالا للمباحثات الروسية التي تمت في موسكو حول ليبيا، ولكن بعد المباحثات الروسية التي عادت لتعطي الشرعية لحكومة الوفاق لأنها أتت بدعم دولي ومبادرة الأمم المتحدة، فمن الطبيعي عدم هدم هذا الكيان من جانب من وضعه، ولكن الأزمة الحقيقية الاتفاق الذي بدأت بهم شرعيتكم تم انتهاكه وعدم تحقيق بنوده، خاصًة مع تشتت المؤسسات الليبية.
مبدأ المصالح يحرك الأطراف في تلك الأزمة
وأكد خبير العلاقات الدولية، أن تركيا تحاول السيطرة على الثروات الطبيعى وخاصة النفط الليبي وأيضًا لحماية مذكرتي التفاهم التي وقعتها مع حكومة الوفاق الخاصة بترسيم الحدود والتعاون الأمني والعسكري، ونقل الميليشيات من سوريا إلى داخل ليبيا، لأن تلك الميليشيات باتت تمثل عبئ على أنقرة خاصة بعد المحادثات بينها وبين موسكو حول ضرورة تهدئة الأوضاع في سوريا ما وضع تركيا في مأزق حول هؤلاء الميليشيات والمرتزقة ومن ثم قامت بارسالهم إلى ليبيا في ظل رفض الدول الأوروبية للاستقبال المقاتلين الذين ينتموا إليها، وكذلك حماية أطماعها في المتوسط وترسيم الحدود والتوغل على الحقوق القبرصية واليونانية بحثًا عن السيطرة على الغاز، ما دفع تركيا لمساندة حكومة الوفاق بكل قوة بالرغم من علم تركيا أن حكومة الوفاق لم تقم بدورها على حسب الاتفاق الذي جاءت من أجله.
وحول محاولات ألمانيا بمعاونة روسيا، لعمل تلك المؤتمر الذي احتضنته العاصمة برلين وبدعم من الاتحاد الأوروبي خاصًة مع الصراع الفرنسي الإيطالي على الأراضي الليبية، وهل خرج مؤتمر برلين بما يرضي الجانبين الأوروبيين للكف عن الصراع داخل ليبيا.
أكد تركي، أن الدول الأوروبية لم تكن موحدة تمامًا بشكل التعامل مع ليبيا، كلاً على حدة له مصالح مختلفة وأطراف مختلفة تتدعمها،إيطاليا تزعم أن ليبيا عمق لها وكذلك لمحاربة الهجرة غير الشرعية بجانب حماية مصالحها الضخمة مع حكومة السراج، على الجانب الأخر فرنسا ترى بحكم مشاكلها في الاتحاد مع تركيا كان له بشكل أو بآخر دور مؤثر في تغيير المسار من دعمها لحكومة الوفاق إلى دعم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، ما جعل المعسكر الألماني في حيرة وعندما شعرت أيضًا بالخطر التركي في التعامل في مسألة شرق المتوسط محاولة السيطرة على حقوق دوليتين أوروبيتين هما قبرص واليونان، وكذلك تضرر العديد من الدول، مدللاً على ما قالته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الجهود المصرية الإماراتية ساعدت في توحيد وجهة النظر الأوروبية تجاه ما يحدث في ليبيا، وللرد على محاولات الابتزاز المستمرة من أردوغان للدول الأوروبية، موضحًا أن مؤتمر برلين لم يكن بداية حل الأزمة الليبية ولكن أكثر ما سعت إليه الدول الأوروبية هو ايقاف الطموح التركي في ليبيا وشرق المتوسط، تكاتف الدول الأوروبية للتصدي لأطماع أردوغان، وتجيد دول الاتحاد الأوروبي بالرغم من الصرعات الداخلية التوحد على هدف خارجي وهو ما حدث تمامًا في مؤتمر برلين.
وحول قرار الرئيس الروسي بالرجوع إلى مجلس الأمن الدولي مرة أخرى بشأن الأزمة الليبية، قال تركي، إن الأزمة ضخمة تشكل عبئ على الامن القومي العربي ودول الجوار الليبي، لكنها لم تصل إلى الأزمة السورية حيث أكد أنها لازالت أزمة ليبية ليبية أي أنها تخص الداخل الليبي باستثناء الميليشيات الإرهابية التي ترسلها تركيا، لما تملكه روسيا التي تمثل أحد الأطراف القوية الفاعلة لم تمثله، مشيرًا إلى أن الأزمة الليبية دولية وسيتم حلها داخل مجلس الأمن الدولي وفقًا لقرارات وقوانين دولية.
مراوغات خاسرة لـ"بهلول" أنقرة
وتطرق للحديث عن دول الساحل الإفريقي وخاصًة الجوار تونس المغرب الجزائر وما صرح به الرئيس الجزائري ومهاجمته لما يفعله أردوغان وما قامت به تونس بشان تأمين حدودها قبل المؤتمر، أكد أن أردوغان حاول استقطاب بعض الدول للوقوف مع لتحقيق أطماعه لايجاد موطئ قدم داخل تونس أو بعض الدول وحاول اللعب على وتيرة احياء الإسلام السياسي خاصة في تونس بعد صعود حركة النهضة ورئاسة البرلمان من قبل راشد الغنوشي، والزيارةالغير معلنه والتي أثارت جدل كبير، مع التحركات الدولية وخاصة من مصر دععا الدول لاستشعار خطورة تركيا على الأمن القومي لتلك الدول نفسها والأمن القومي العربي مما دعا لغضب الداخل التونسي ورفضه تماما لمحاولات بهلول أنقرة.
الضغط على أوروبا بورقة اللاجئين والمرتزقة 17 مرتزق فروا إلى أوروبا من المرتزقة التي أرسلها أردوغان إلى ليبيا.. هل نجح الامبراطور العثماني في استخدام أساليب الابتزاز على أوروبا؟
واصل خبير العلاقات الدولية حديثه، مؤكدًا أن لغة أردوغان هى عملية الابتزاز السياسي على الرغم من تحديد مبلغ قدره 9 ميليارات دولار للاجئين داخل تركيا، إلا أن أردوغان نفى حصوله على هذا المبلغ وأقر حصوله على مبلغ يقدر بنحو 2 مليار دولار، والورقة الثانية هى دواعش سوريا، وهو ما يزعج الدول الأوروبية بشكل كبير.