"الهولوكوست 75".. احتفال يولد قرارات مصيرية

الثلاثاء 21 يناير 2020 | 11:50 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

في الأيام القليلة المقبلة، من المتوقع أن يصل حوالي 40 رئيس دولة وحكومة إلى إسرائيل للمشاركة في المنتدى العالمي الخامس للهولوكوست في الذكرى الخامسة والسبعين لتحرير معسكر الاعتقال "أوشفيتز - بيركيناو"، عنوان اجتماع هذا العام، الذي يعقد يوم الخميس في النصب التذكاري للهولوكوست ومتحف "ياد فاشيم" في القدس، "الكفاح ضد معاداة السامية".

تشمل الشخصيات البارزة في العالم التي ستحضر المنتدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونائب الرئيس الأمريكي مايك بينس والمستشار الأول للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهر جاريد كوشنر ووفد واحد للحزب الديمقراطي برئاسة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي. سيحضره جميع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي والأمير البريطاني تشارلز والعديد من رؤساء الدول الآخرين، هذا هو أكبر وفد دبلوماسي زارته إسرائيل على الإطلاق، باستثناء جنازات رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين وشيمون بيريز.

اختطاف الهولوكوست لبوتين والسياسة والسلطة

من المتوقع أن يجتمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع بنس وبوتين وماكرون وبيلوسي، سيقدم نتنياهو إلى الرئيس الروسي اعتذار لنعمة يساكرالمواطن الأمريكي - الإسرائيلي المتهم بالمخدرات في روسيا، وصلت نائبة وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف يوم الاثنين قبل زيارة لإسرائيل وسوف تلتقي بوزيرة المساواة الاجتماعية "جيلا جامليل" يوم الثلاثاء لبحث القضايا المتعلقة بـ"إيساكر"، سيفتتح بوتين نصب تذكاري لضحايا حصار لينينجراد في ساشر بارك في القدس.

كما سيجتمع حوالي 10 من زعماء العالم مع نتنياهو، كما يلتقي ماكرون والأمير تشارلز وبوتين على الأرجح بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسيلتقي آخرون، بمن فيهم الرئيس الفيدرالي لألمانيا فرانك فالتر شتاينماير، بنظيرهم الإسرائيلي روفين ريفلين، وهذا بجانب اجتماع معظم الضيوف مع الناجين من الهولوكوست من بلدانهم.

خلاف بولندا

ومن جانبه قرر الرئيس البولندي أندريه دودا مقاطعة الحدث بعد رفض طلبه للتحدث مع الزعماء الآخرين برئاسة بوتين في "ياد فاشيم" في الأشهر الأخيرة، كان بوتين يدير حملة ضد بولندا تركز على الادعاء الخاطئ بأن بولندا كانت مسؤولة عن اندلاع الحرب العالمية الثانية، يخشى دودا أن يستخدم بوتين برنامج "ياد فاشيم" لتشويه التاريخ أكثر من خلال التقليل من دور الاتحاد السوفيتي في اندلاع الحرب والتآمر ضد جرائمه ضد الشعب البولندي.

فيما قالت مصادر إسرائيلية إنه "من بين 41 رئيس دولة ، طلب 40 رئيسًا كلمة وأن الكل باستثناء البولنديين قبلوا الرفض بتفاهم". وقال ياد فاشيم إن الممثلين المنتخبين هم أولئك الذين شاركت بلدانهم في تحرير أوروبا من الاحتلال النازي، تدعي بولندا أنه بالنظر إلى أن روسيا وقعت معاهدة ريبنتروب-مولوتو مع النازيين التي أشعلت الحرب، وأن فرنسا عملت مع النازيين وأن ألمانيا قد تسببت في الهولوكوست، فمن غير المعقول أن رؤساء روسيا وفرنسا وألمانيا قد لا يتحدث خلال ممثل بولندا، أول ضحية لألمانيا النازية. ويمثل بولندا في المنتدى السفير ماريك ماجيروفسكي.

إستنتاج

تأمل إسرائيل في تبني التعريف الرسمي لمعاداة السامية الذي صاغه التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً له ، والذي ينتقد الصهيونية أو وجود دولة إسرائيل على أنه معاد للسامية، في السنوات الأخيرة عملت إسرائيل على الترويج لهذا التعريف، فضلاً عن القوانين المناهضة لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات.

وكان نتنياهو قد صرح في جلسة حكومته، أول من أمس، بأنه سيناقش مع هؤلاء الزعماء أهم التطورات في المنطقة، وسبل تعزيز العلاقات بين بلدينا، لكن مصادر سياسية أشارت إلى أن أبحاثاً كهذه قد تبدو مستحيلة، خلال مكوث عدد ضخم كهذا من الزعماء في وقت قصير، ومع ذلك، فقد حرص بعضهم على طلب إجراء محادثات في قضايا مختلفة. فالرئيس ماكرون مثلاً طلب أن يلتقي الرئيس الفلسطيني، وسيسافر إليه في بيت لحم، وكذلك فعل الأمير تشارلز، وطلب ماكرون أن يلتقي مع رئيس المعارضة الإسرائيلية بيني غانتس الذي ينافس نتنياهو على رئاسة الحكومة في الانتخابات المقبلة، المقرر إجراؤها في 2 مارس المقبل.

فلسطين

ولن تقتصر زيارة كل من الرئيسين الروسي والفرنسي والأمير البريطاني على القدس، بل سيزورون مدينة بيت لحم الواقعة على بعد كيلومترات عدة من القدس، كما سيجتمع الزعماء هناك برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، للبحث في "خطة السلام" الأميركية المرتقبة التي طال انتظار الإعلان عنها كاملة. وسبق للفلسطينيين ان أعلنوا مقاطعتهم للخطة.

كذلك، سيناقش عباس وضيوفه الدعم الأميركي للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة والخطة الإسرائيلية لضم جور الأردن.

وشهدت السنوات الأخيرة، لا سيما منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سدة الحكم، زيادة في البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، واحتلت إسرائيل عام 1967 الضفة الغربية حيث يعيش نحو 400 ألف إسرائيلي في مستوطنات مبنية على أراضي الفلسطينيين الذين يناهز عددهم ثلاثة ملايين نسمة، كما تعد مستوطنات الضفة الغربية غير شرعية بموجب القانون الدولي.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في نوفمبر أن الولايات المتحدة تعتبر أن المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة لا تتعارض مع القانون الدولي، وقالت الحكومة الإسرائيلية مؤخرا إنها ترغب في مضاعفة عدد المستوطنين في الضفة الغربية ليصل إلى مليون خلال عقد، وهو ما يعتبره الفلسطينيون تهديدا لأي عملية سلام.

اقرأ أيضا