أكد نائب وزير الخارجية اليوناني ميلتاديس فارفيتسيوتيس، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "يلعب بالنار" وأنه سيزداد عزلة.
ووفقا لصحيفة "ايكاثيمرني" اليونانية، فإن المسئول اليوناني بعث برسالة إلى تركيا مشددا على أن اليونان لا تزال متنبهة فى مواجهة القلق الذى تثيره أنقرة.
ولدى سؤاله عن خطة إرسال القوات التركية إلى ليبيا بناءً على طلب حكومة الوفاق فى طرابلس، أكد المسئول اليونانى أن أردوغان يتصرف بطريقة محفوفة بالمخاطر وأن مثل هذه الخطوة "ستؤدى إلى عزل تركيا بشكل أكبر".
وأضاف فارفيتسيوتيس، أن "رد الفعل على التوسع العثماني الجديد قوي ويأتي من كل مكان"، موضحًا أن أردوغان "يلعب بالنار" ويتسبب في رد فعل ليس فقط من اليونان ولكن أيضًا من جميع اللاعبين في النظام الدولي.
المسئول اليوناني أكد أيضا أهمية زيارة رئيس حكومة بلاده إلى الولايات المتحدة التي من المقرر أن يجريها في يناير، موضحا أن اليونان تلفت انتباه العالم إلى الاستفزازات التركية للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
كان أردوغان أعلن، الخميس، أنه سيرسل قوات عسكرية إلى ليبيا عقب تمرير البرلمان التركي قرارا يسمح بإرسال الجنود إلى هناك خلال مطلع يناير.
فيما أصدرت الغرف الأمريكية في اليونان وقبرص وإسرائيل، بيانًا صحفيًا مشتركًا عقب القانون الذي وقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلق بشرق المتوسط، مشيرين إلى أهمية الدول الثلاث وإلى الأمن في شرق البحر المتوسط.
ووفقًا للبيان الصادر يوم الجمعة، فإن قانون الشراكة المتعلق بالطاقة والأمن لشرق المتوسط لعام 2019 "يظهر التحول التاريخي في السياسة الخارجية للولايات المتحدة في شرق البحر المتوسط، مما يعكس إلى حد بعيد الرؤية والمبدأ الاستراتيجي بأن أمن الشركاء والحلفاء في منطقة شرق البحر المتوسط أمر بالغ الأهمية لأمن الولايات المتحدة وأوروبا"، وفقا لوكالة الأنباء القبرص.
وذكرت الغرف الثلاث أنه من خلال القانون، "تلتزم الولايات المتحدة بمواصلة الشراكة الاستراتيجية الرسمية القوية مع إسرائيل واليونان وقبرص وبمشاركتها بنشاط في الحوار الثلاثي المتعلق بالطاقة والأمن البحري والأمن السيبراني وحماية البنية التحتية التي تشترك فيها الدول الثلاث".
كما ذكر البيان، أن الولايات المتحدة ملتزمة بمواصلة دعم الجهود الدبلوماسية مع الشركاء والحلفاء لتعميق التعاون في مجال أمن الطاقة بين اليونان وقبرص وإسرائيل وتشجيع القطاع الخاص على إجراء استثمارات في البنية التحتية للطاقة في منطقة شرق البحر المتوسط.
وقال رئيس الغرفة الأمريكية في قبرص خاريس كاكوليس، إن القانون "يعترف بالحقائق الجديدة في شرق حوض المتوسط، ويفتح الباب لفرص استثمارية كبيرة للدول الثلاث، ويعزز بشكل كبير أنشطتها ليكون لها وجود على خارطة الطاقة العالمية".
في سياق آخر، لم تستبعد شبكة "فولتير" أن تلجأ اليونان للخيار العسكري لمواجهة الاستفزازات التركية المتواصلة.
واعتبرت الشبكة زيارة وزير الخارجية اليوناني خلال الأيام الماضية إلى بنغازي للقاء القادة الليبيين والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، تصعيدا من قبل أثينا، عقب إصرار أنقرة على التعدي على حقوقها، كما أشارت إلى تهديدات أردوغان مؤخرا بالتدخل العسكري في ليبيا وإعلانه إسراع برنامج الغواصات التركية وإنزال غواصات جديدة إلى البحر.
وتقول إنه بموجب الاتفاقية المشبوهة التي وقتعتها تركيا مع حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، فبالإضافة إلى الموانئ العسكرية في قبرص، يمكن لتركيا الوصول إلى ميناء محلي رئيسي في ليبيا ، حيث يمكن أن تمتد نفوذها على كامل شرق أوسطي.
كما سلطت الضوء على إعلان الجيش الوطني الليبي، أنه سيسقط أي طائرة أجنبية تزود الميليشيات بالأسلحة والمعدات.
ومن المقرر أن يزور قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر اليونان خلال الأيام القادمة، لبحث الاتفاقيتين الموقعتين بين تركيا وحكومة الوفاق حول ترسيم الحدود البحرية وتعزيز التعاون العسكري.