نشرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية اليوم، الثلاثاء، مقطع فيديو لاحتفال الفلسطينيين في الأراضي المقدسة بأعياد الميلاد المجيد.
وأوضحت الوزارة أنه قد انطلقت في مدينة بيت لحم الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد، بمشاركة المسيحيين من أبناء الشعب الفلسطينى، من أتباع الكنائس الغربية وسياح وحجاج أجانب، توافدوا إلى الديار المقدسة لحضور هذه المناسبة. وفي منتصف الليل سيجري قداس في كنيسة القديسة كاترينا الأحدث والأكثر اتساعًا والمتصلة بباب في الحائط الغربي ل كنيسة المهد .
ومن جانبه، قال الأب إبراهيم فلتس مستشار حراسة الاراضي المقدسة وممثل رهبان الفرنسيسكان " نحن نعاني منذ أكثر من 50 عام بسبب عدم وجود السلام، أمنيتنا في هذا العيد المجيد أن يتحقق السلام ويعيش العالم في سلام، وإن لم يتحقق السلام في فلسطين، لن يتحقق السلام في كل أنحاء العالم نريد أن يتحقق السلام في هذه الأرض".
وتابع: "يوجد هذا العيد عطية كبيرة مُقدمة من بابا الفاتيكان إلى الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، وهو المزود الذي ولد عليه السيد والذي كان موجودًا في كنيسة مريم العظمى في الفاتيكان، وطلب الرئيس المزود من الفاتيكان وكان طلبًا صعبًا، ولكن بسبب المحبة والعلاقة القوية بين البابا وسيادة الرئيس وافق البابا وأرسل ذخيرة مهمة جدًا وأحياها للرهبان فرنسكان (حراس الأماكن المقدسة) لكي تبقى الذخيرة وقطعة من المزود في الأراضي المقدسة آملين أن تبارك هذه القطعة كل رعايانا والأرض المقدسة ليتحقق السلام".
وأضاف: "في ليلة العيد سيكون هناك مفاجأة على رأٍسها الرئيس محمود عباس الذي سيتواجد في ليلة الميلاد من أجل أهالي بيت لحم وفي الأراضي المقدسة. نتمنى للجميع عيد مجيد من أجل أن يترعرع أطفالنا في بيئة أفضل من الذي مضى. صلواتنا لأطفالنا أن تعود لهم البسمة في هذا العيد".
وفي سياق متصل، قال الأب فلتس: "وراءنا كنيسة المهد وهي أهم كنيسة في كل العالم أم الكنائس، وكل شخص مسيحي يؤمن أنه ولد في هذا المكان كما يقول الكتاب المقدس "كلنا ولدنا هنا" هذه أهم كنيسة ومحط أنظار العالم كله تقع على هذا المكان المقدس، وتوجد فيها المغارة التي ولد فيها أمير السلام حيث بدأ كل شيء جديد".
وتابع: "في يوم 6 ديسمبر شهدنا حدث تاريخي في متحف الفاتيكان حيث عرضنا ترميم الكنيسة في المتحف وهي مبادرة من سفارة دولة فلسطين لدى الفاتيكان وسفيرها السيد عيسى قسيسة. وكان احتفالاً كبيرًا وتواجد شخصيات مهمة وعلى رأسهم رئيس وزراء الفاتيكان وكان احتفالاً رائعًا وسط جمهور مميز والذي أصدر مرسوم رئاسي ليتم ترميم هذه الكنيسة هو الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، الذي يهتم دائمًا بالمقدسات المسيحية والإسلامية. وكان من هذه الأماكن المهمة للاهتمام بها وترميمها هي كنيسة المهد، وهذا يدل على التعايش الموجود في فلسطين الغير موجود في دول عربية أخرى.
هذا التعايش والعلاقة المميزة بين المسلم والمسيحي هي علاقة تفتخر بها فلسطين أمام كل العامل وخصوصًا كل الدول العربية، ونتمنى من كل الدول العربية أن تأخذ فلسطين مثالاً على هذا التعايش في فلسطين ليكون قدوة لحالة التآخي في الأراضي المقدسة بين المسلمين والمسيحيين، ونحن موجودون في كنيسة المهد (عاصمة الميلاد) في أهم مكان في العالم وكلنا نتمنى السلام".
وكان فريق وحدة الاعلام قد التقى عددا من السائحين الذين عبّروا عن فرحتهم بوجودهم في فلسطين في هذا الوقت بالذات، حيث عبرت سائحة من بولندا قائلة: "لقد جئت من بولندا للاحتفال بعيد الميلاد مع أصدقائي الفلسطينيين الذين قابلتهم خلال فصل الصيف. أعتبر بيت لحم بلدًا جميلًا للغاية، وأجد أنه من الممتع للغاية الاحتفال بعيد الميلاد هنا إذ ستكون تجربة لن أنساها. وأنا سعيدة حقًا بأن لدي فرصة لقضاء هذا العيد مع أصدقائي الفلسطينيين".
فيما عبر سائح آخرعن سعادته قائلاً: "أنا سائح من بولندا، وأنا هنا مع أصدقائي الفلسطينيين للاحتفال بعيد الميلاد في فلسطين وتحديدًا في مدينة بيت لحم. أنا سعيد جدًا لوجودي هنا خاصةً في هذا الوقت من العام مع أصدقائي الفلسطينيين الذين قابلتهم سابقًا في بولندا وكانوا ضيوفنا والآن يمكننا أن نكون ضيوفهم، الأمر الغير عادي بالنسبة لي هو الطقس الحار فعادة ما يكون لدينا ثلوج خلال هذا الوقت في بولندا، ولكن مع ذلك فإنّ فلسطين بلد جميل للغاية وأنا أحب أن أكون هنا".
والجدير بالذكر أن من بنى كنيسة المهد في بيت لحم جنوب الضفة الغربية ، الإمبراطور قسطنطين في العام الميلادي 335، وكانت كنيسة المهد سنة 2012 أول موقع فلسطيني يدرج ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.