كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن الانتخابات المرتقبة في فلسطين، ومدى قدرتها على النهوض بالمشهد السياسي الفلسطيني، ما جعل العديد من المحللين ينقسمون ما بين مرحب ومشكك في جدية تعامل السلطة الفلسطينية مع هذا الملف.
إعلان عباس استعداده لاجراء انتخابات نزهية لم ينطوي على قدر من المفاجأة، نظرا لتواتر هذه الوعود فهذه ليست المرة الأولى التي يقع طرح فكرة الاحتكام للانتخابات لإيقاف النزيف السياسي الذي يعصف بفلسطين منذ مدة بسبب حالة الانقسام بين السلطة في رام الله و نظيرتها في قطاع غزة المحاصر، لكنها المرة الأولى التي ترحب فيها القيادة الحمساوية بهذه الخطوة فيما تماطل حركة التحرير الفلسطيني فتح وتتحاشى مصارحة الرأي العام بموقفها.
على الرغم من التصريحات الأخيرة، لا يزال الشارع الفلسطيني متشككا من إمكانية إجراء انتخابات في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به فلسطين لاسيما، وأن اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية سيكلف الخزينة الكثير.
تحركات حماس الأخيرة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن الحركة الاسلامية قد أتقنت كل تكتيكات السياسة وخباياها، إذ استغل الحمساويون حالة التململ والغموض الذي يحوم داخل حركة فتح لخلق صراعات داخلها عبر نشر شائعات و تحاليل سياسية موجهة، ما سيجعل كل اللوم موجها لفتح حصرا إذا لم يتم إجراء الانتخابات في نهاية المطاف.
العديد من سكان الضفة الغربية عبروا عن رفضهم لاساليب حركة حماس، إذ يرى هؤلاء المواطنين أن استثمار عشرات الآلاف من الدولارات للترويج لشائعات وأخبار زائفة عبر وسائل الإعلام، لا يخدم سوى المصالح الفئوية الضيقة لحماس ويضر بمصالح الشعب الفلسطيني الذي يرغب في مصالحة سياسية شاملة.