لا يزال أردوغان يتبع أسلوب التهجير القسري والعودة المجبرة لطرد اللاجئين السوريين من تركيا، بدعوى عدم اكتمال أوراقهم الرسمية للإقامة في البلاد، أردوغان الذي قام بعملية تحت مسمى نبع السلام بحجة أنه يمهد العودة للاجئين السورين إلى أراضيهم، إلا أنّه فيما بعد تم اكتشاف الغرض الأساسي من وراء تلك الحرب وهي محاولة السيطرة على الأرض السورية وضمها ضمن البلدان التي يسعى الخليفة المزعوم الحصول عليها.
الصحافة التركية هي الأخرى لم تستطيع إخفاء الأمر كثيرًا حيث ذكرت أن عدة بلدان في تركيا، أرسلت عشرات اللاجئين إلى الحدود من أجل إعادتهم إلى سوريا مرة أخرى، وأنّها ليست المرة الأولى التي يتم فعل هذا الأمر بها، فهناك حوالي 7 آلاف سوري منذ 2018 وألفين آخرين منذ شهر تمت إعادتهم إلى سوريا، في إطار البرنامج المشترك مع مديرية الهجرة والقائم على أساس "العودة القطعية"، بحسب ما ذكرت صحيفة "عكاظ".
المسؤولون الأتراك برروا ما يحدث في تركيا على أنّ الدولة تعمل على تسريع عودة اللاجئين السوريين تلبية لمطالب الأتراك والسوريين على حد سواء، بالإضافة إلى أنّهم اشترطوا على السوريين العائدين ضمن إطار برنامجهم "عدم العودة إلى تركيا خلال الأعوام الـ5 التي تلي مغادرتهم".
السوريون في تركيا بدأت أعدادهم تتناقص بسبب عمليات التهجير القسري التي تتم للاجئين، تلك العمليات التي تتم بطرق غير آدمية حيث يتم ترحيل السوريون بعضهم مكبل بالأصفاد، بشكل ممنهج، كما تم تهديد البعض منهم بالتعرض للضرب والأذى البدني، فيما تم خداع البعض الآخر للتوقيع على إقرار بطلب "العودة الطوعية"، وفق ما نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية نقلاً عن تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية.
وبحسب تقرير منظمة "العفو الدولية"، تم توثيق ما لا يقل عن 20 حالة من عمليات الترحيل القسري غير القانوني من جانب السلطات التركية.
ويوجد نحو 6.3 مليون سوري ممن فروا من الحرب على الأراضي التركية، ما أصبح بمثابة صداع سياسي داخلي لأردوغان بشكل متزايد.
وفي حين أنه من غير القانوني ترحيل اللاجئين قسراً، لأنه يضعهم في مواجهة خطر التعرض لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، تزعم أنقرة أن جميع العائدين قاموا بالخطوة طواعية، وهو ما ينفيه اللاجئون.