قال هشام رشاد الباحث في الشأن الإيراني، أن النظام التركي الحالي ذو النهج سياسي براجماتي للغاية، فضلا عن إيدولوجيا تهدف لاختراق ناعم لخاصرة البلدان العربية على وجه الخصوص، بجانب أن نظام أردوغان لايخفي عداءه لدول محور الاعتدال عربيا (مصر، الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية) خلال السنوات الأخيرة، إلى جانب كونه حاضنا رئيسيا لقيادات وأعضاء بارزين ضمن تنظيم الإخوان الإرهابي منذ هروبهم من مصر بعد عام 2013.
وأضاف الباحث في الِشأن الإيراني، أن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حليف لنظام المرشد الإيراني علي خامنئي، وتعد أنقرة إحدى بوابات إيران الخلفية للإلتفاف على العقوبات التي أعادت فرضها الولايات المتحدة ضد طهران العام الماضي، بسبب سياساتها العدائية إقليميا ودوليا.
وتابع، نظام أردوغان يواصل دعم مخططات من جانب دول مجاورة أو تنظيمات متطرفة، لزعزعة أمن واستقرار الدول العربية التي ساندت القاهرة أثناء وضعها حدا نهائيا لمخطط التنظيم الدولي للإخوان داخل أراضيها على مدار عقود مضت.
وتطرق رشاد للحديث عن التعاون بين الجماعة الإرهابية وإيران بالرغم من اختلاف الإيدولوجية بينهما، حيث أكد أن تنظيم الإخوان لديه علاقات قديمة للغاية بإيران تعود إلى عقد الخمسينيات من القرن الماضي، لافتا لتصريحات المرشد الإخواني السابق مهدي عاكف الذي أثنى خلالها على ميليشيا حزب الله الموالية لطهران في أعقاب كشف السلطات الأمنية المصرية لما عرف بـ"خلية ميليشيا حزب الله" عام 2009، قال فيها إن "من حق مصر أن تشكر حزب الله، لا أن تحقق معه".
وفي تأكيد على العلاقات الوطيدة بين الطرفين على مدار عقود، نعى مستشار المرشد الإيراني للعلاقات الدولية، مهدي عاكف حين وافته في سبتمبر 2017، وأثنى على الأخير بدعوى اعتزامه دعم ميليشيا حزب الله الإرهابية بـ10 الآف مقاتل من تنظيم الإخوان للانضمام إلى صفوفها عام 2006.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية في مارس 2018، تصريحات مثيرة للجدل عن أمين عام ميليشيا حزب الله حسن نصر الله، اعترف خلالها بتقديم دعم لتنظيم الإخوان الإرهابي في مصر خلال فترة حكمهم لمصر عام 2012.
وقال نصر الله، خلال لقاء جمعه حينها مع عدد من الإيرانيين المقيمين في لبنان، إن مرشد إيران الحالي علي خامنئي انزعج من سقوط تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر.
مناصبة العداء للمملكة
وحول مناصبة العداء للمملكة وخاصة عن طريق استغلال العناصر الموالية لإيران المتمثلة في ميليشيات الحوثي لضرب استقرار السعودية، أكد الباحث في الشأن الإيراني، أن تنظيم الإخوان منذ تلقي ضربة شعبية لمخططاته في الداخل المصري لا يكف في حقيقة الأمر عن تدبير خطط إما إنتقامية أو تخريبية أو حتى لخدمة مؤامرات أجهزة استخبارات أجنبية معادية لمصالح القاهرة، أبوظبي، الرياض، في الوقت الذي يستغل نظام طهران أيضا علاقاته القديمة بتنظيمات إرهابية مثل القاعدة والإخوان لتنفيذ أجندة توسعاته العدائية في المنطقة، لاسيما اليمن بالتأكيد لقرب جغرافيتها من المملكة العربية السعودية.
وأوضح رشاد، أن تركيا أو بالأحرى نظام أردوغان بات معروفا للقاصي والداني مدى ارتباطاته القديمة والجديدة بأطراف دولية هدفها إعادة تقسيم خريطة القطر العربي إلى دويلات، لكي تظل قرارت الدول العربية رهن إشارة هذه الأطراف.