أثناء حرب أكتوبر 1973، وتحديدا يوم 14 من شهر العبور، استشهد العميد أركان حرب مهندس أحمد حمدي، المسئول عن معدات عبور القناة في المعركة، وهو وسط جنوده على ضفة قناة السويس.
وبعد انتهاء المعركة، ودخول الرئيس أنور السادات في مرحلة السلام مع إسرائيل، قررت مصر البدء فورا في حفر أول نفق تحت القناة ليصل سيناء بباقي أرض الوطن، ولم يجد أفضل من اسم الشهيد أحمد حمدي ليطلقه على المشروع.
في السطور التالية، يستعرض "بلدنا اليوم"، تفاصيل إنشاء النفق الأول تحت قناة السويس تخليدا لذكرى شهيد القوات المسلحة الذي سقط في المعركة وهو يمهد لعبور رجال الجيش المصري إلى سيناء.
اقرأ أيضًا: "ثعلب الصحراء".. لماذا فضل القائد النازي "روميل" الانتحار على المحاكمة؟
في البداية، كانت تكليفات الرئيس أنور السادات سريعة بعد انتهاء المعركة، بدراسة إنشاء نفق أسفل القناة، وبالفعل بدأت طائرات الجيش تحلق فوق المنطقة لدراسة الأبعاد المطلوبة وطبيعة الأرض والمنطقة المناسبة.
كان الهدف ربط سيناء بالوداي، وتسهيل حركة المرور بين شرق وغرب القناة، ولتشجيع تعمير سيناء بعد إنشاء المناطق السياحية، بالإضافة إلى تنمية السياحة وتوفير فرص عمل.
عُهد لشركة هندسية بريطانية تصميم النفق، فيما تولت شركة أخرى من نفس البلد تنفيذه بالتعاون مع الشركة المصرية "المقاولون العرب".
نفق الشهيد أحمد حمدي، كما تصفه "المقاولون العرب"، عبر موقعها الرسمي، هو "أول نفق يربط قارتي إفريقيا وآسيا، ويعتبر العبور الثاني لقناة السويس".
بالنسبة للتفاصيل الهندسية للنفق، فإن الطول الكلي ومداخله تبلغ 5912 مترا، منها 2288 مترا حفر مكشوف للمدخل الغربي و1984 مترا حفر مكشوف للمدخل الشرقي.
اقرأ أيضًا: بدون أرض وذات سفارات.. تعرف على قصة "فرسان مالطا"
أما النفق نفسه فطوله 1640 متر تحت قناة السويس، على عمق 10 متر تحت أكبر عمق فى مشروعات القناة المستقبلية وهو 27 مترا. وبلغ إجمالي ناتج الحفر 2.5 مليون متر مكعب.
نفق أحمد حمدي مبطّن بحلقات خرسانية سابقة التجهيز، بالإضافة إلى بطانة ثانوية من ألواح الفورمايكا.
النفق مقسم لثلاثة أقسام، الأوسط عبارة عن طريق مزدوج لمرور السيارات بعرض 7.5 متر ورصيفين للرقابة والخدمة. والسفلي مخصص لمرور الهواء النقى اللازم للتهوية ومواسير المياه والكهرباء. أما القسم العلوى فلمرور الهواء العادم.
وبحسب موقع الشركة، تم الانتهاء من النفق في نوفمبر 1980، وبلغت تكلفته الإجمالية 126 جنيه في ذلك الوقت، ويستوعب نحو 20 ألف سيارة يوميًا.