المشهد بات أكثر ضبابية، سوريا تعاني الأمرين ما بين دولة تقاتل أبناءها وتحاول انتزاع أرضها، ودويلة عربية تدعم الهجوم المتطرف الذي يمارس على سوريا، "يد الدم" أردوغان بدأ في عملية أطلق عليها "نبع السلام" بعد ظهر الأربعاء الماضي، هجوما استهدف مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا، أسفر عن مقتل أرواحا بجانب نزوح آلالاف من السوريين، ما زاد الأمر سوء دعم الدوحة لتلك الهجمات الإرهابية.
في الوقت الذي أدانت فيه الدول العربية العدوان التركي على الأراضي السورية، دون النظر لخلافتها الداخلية، رفضت قطر التكاتف مع الدول العربية وراحب تغرد خارج السرب العربي مرة آخرى، وفضل تميم الوجه الآخر للإرهاب أردوغان وراح يؤيده ويدعمه بشتى الوسائل والطرق.
ووفقا لما ذكرته وكالة الأناضول التركية، فقد أعلن وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، دعم الدوحة للعملية العسكرية التي بدأتها أنقرة شمال سوريا، خلال اتصال هاتفي مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار.
وأفادت وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا"، أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس التركي أردوغان، استعرض خلاله العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزهان بجانب مناقشة آخر التطورات الإقليمية والاستراتيجية، خاصة مستجدات الأحداث في سوريا.
تميم يؤيد اعتداءات أردوغان منذ سنوات
تأييد قطر للتدخلات العسكرية التركية في المنطقة العربية لم يكن المرة الأولى، حيث سبق وأن ايدت الدوحة دعم الميليشيات المسلحة داخل العاصمة الليبية طرابلس، وسبق أن تحفظت قطر على البيان الصادر من الأمين العام لجماعة الدول العربية آنذاك، نبيل العربي، بشأن استنكار جامعة الدول العربية للقصف التركي على مناطق في شمال العراق، مؤكدة دعمها للإجراءات التركية.
واعتبرت أن ذلك يأتي في إطار "حق تركيا في الدفاع عن نفسها والقضاء على مصادر التهديد"، في إشارة لاستهداف أنقرة لما تصفه بالعناصر الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، مشددة على "تضامن دولة قطر الكامل مع الجمهورية التركية الشقيقة فيما تتخذه من إجراءات وتدابير لحماية حدودها وحفظ أمنها واستقرارها".
في هذا السياق أكد اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن موقف قطر ليس بالغريب في ظل التحالف القائم بينها وبين تركيا والهدف الرئيسي لتحالف الدوحة هو حماية النظام القطري.
وأضاف الخبير الاستراتيجي، أن الموقف القطري يتفق مع وضع القوات التركية الموجودة بأراضيها، وتعتبرها الدوحة بمثابة ضمانة أمنية لتميم خوفا من الإطاحة.
وشدد على أن هذا الدعم يعد خيانة للأمة العربية، فنظام تميم يحاول بسط الشر داخل المنطقة العربية بمساعدة أردوغان الذي رأى أنها الفرصة لتحقيق أطماعه.
وتطرق مظلوم للحديث عن الموقف القطري تجاه العدوان الذي تمارسه القوات التركية على الأراضي السورية، حيث أكد أن موقف الدوحة يخالف موقف قادة الدول العربية والدول الأوروبية أيضا، وأنها تحاول أن تستقوى بالخارج المتمثل في تركيا على حساب الأمن القومي للمنطقة العربية.
وأشار إلى أن دعم الدوحة لما تمارسه قوات أردوغان على الأراضي السورية، يمثل دعما للإرهاب، حيث تسعى أنقرة لنهب الثروات الباطنية وخاصة ثروات النفط بسوريا عن طريق الاعتماد على عناصر وميليشيات متطرفة تابعة لجبهة النصرة ولتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".