منذ اليوم الأول لتوليها حقبة وزارة هي الأهم بين الوزارات وثار حولها الكثير من الجدل كونها جاءت من خارج القطاع السياحي، واعتبارها أيضًا أول سيدة تتولى تلك الحقبة الهامة في تاريخها، وبالرغم من الجدل الكبير الذي أثير حولها قبل أكثر من عام منذ توليها الحقبة، إلّا أنّها خرجت لتدلي بعدة تصريحات لتكون شاهدة عليها بأنهاّ ستعمل على دفع قاطرة القطاع، والذي كان يعاني بشدة أثناء توليها الحقبة، وانتظر الجميع ما يقرب من عام و9 أشهر ليشاهدوا التطور والدفع بالقاطرة، لكن للأسف فالقطاع فقد جزء كبير من حيويته وزاد سوءًا.
رانيا المشاط وزيرة السياحة، السيدة المصرية الأولى التي جاءت من خارج القطاع السياحي لتحمل حقبته، لم يكن هذا الأمر أزمة كبرى فهناك العديد من الوزراء ممن تولوا حقبة الوزراة من خارج القطاع لكنّهم أثبتوا نجاحات عدة به، إلا أنّ الوضع اختلف مع الوزيرة رانيا المشاط والتي لم تستطع أن تضع أسس التطوير في القطاع بل شهد القطاع العديد من التخبط، والأزمات ، والتي لم تستطع المشاط إيجاد حلول لها على مدار شهور، ففشلت كما فشل سابقيها.
الوزيرة لم تكتفي فقط بعدم البحث عن حلول للملفات الهامة والخطيرة المتواجدة في الوزارة والتي شهدت أزمات كبرى، بل أيضًا وضعت نفسها في صندوق مغلق بعيدًا عن العاملين بالقطاع، لا تخرج من مكتبها لاتتواصل مع موظفيها، فالأهم لدى الوزير اهتماماتها والتي يشهد عليها موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، فالوزيرة غائبة عن المحافل الدولية وعلى أرض الواقع لكنّها حاضرة على تويتر، من أجل مزيد من الإعجابات والتعليقات، هما فقط من يشغلان بالها.
ولايمكن أن ننسى الإنجازات الوهمية التي حققتها الوزيرة والتي تخرج بين الحين والآخر على شاشات التلفزيون للحديث عنها، ففي إحدى برامج التوك شو خرجت الوزيرة لتتحدث عن التطوير الذي ألم بالقطاع والأزمات التي عملت على حلها وأنّ القطاع السياحي في مصر شهد تطورًا وازدهارًا كبيرًا، لكن هذا التطور وتلك الإنجازات من وحي خيال الوزيرة فقط، فالقطاع السياحي شهد مزيد من الأزمات التي لاتزال تضربه يومًا بعد يوم، بالرغم من رحيل يحي راشد الوزير السابق بسبب أزمات بعينها والتي وعدت المشاط بحلها لكنّها لم توفي بهذا الوعد ولا بغيره.
مايقرب من عام وتسعة أشهر منذ تولي المشاط زمام الأمور بوزارة السياحة، لم تحرز التقدم المنتظر في القطاع السياحي بالرغم من عملية التطور الذي تشهده البلاد في الآونة الآخرة، لكنّ الخبيرة الاقتصادية أحرزت تطورًا في مجالات أخرى على سبيل المثال عملها على تغيير مكتبها بالوزارة والتي نقلت أثاثه بالكامل من برج مصر للسياحة في العباسية، إلى مقر هيئة التنمية السياحية بالجيزة، في سابقة لم تحدث من قبل في عهد أي من الوزراء.
ولم تكتفي الوزيرة فقط بالاهتمام بمظهرها فقط وعدم جدواها بالقطاع الذي كاد أن يدمر بسبب قرار اتخذته تسبب في أزمة كبرى بينوزارة السياحة ونقابة المرشدين السياحيين، والتي جاء محتواه بتعيين لجنة لتسيير أعمال النقابة لمدة 3 أشهر تكون، والدعوة لانتخاب مجلس جديد للنقابة، الأمر الذي دفع مجلس إدارة نقابة المرشدين السياحيين المنحل، أعلن عدم الاعتراف بقرار رانيا المشاط، قرر تحديها وفتح باب التقدم لانتخابات مجلس إدارة النقابة، على الرغم من القرار الوزاري.
لم تكتفي الوزيرة بعدم البحث عن حلول لأزمات لكنّها وضعت القطاع في مأزق وأزمات كبرى عديدة سواء مع الهيئات السياحية أو الشركات، أو حتى أمام العالم، ففي أزمة وفاة سائح بريطاني وزوجته في أحد فنادق الغردقة الشهيرة، خرجت الوزيرة لتدين الفندق بالرغم من أنّ التحقيقات لم تثبت إدانة أي شخص حتى وقت حديث الوزيرة، لكنّها حاولت الخروج من هذا المأزق بكارثة تلم التي شوهت بها صورة مصر أمام العالم كون فنادقها غير آمنة، ولم تفكر الوزيرة في أن تصلح ما أفسدته ولو حتى قيامها بإصدار بيان للصحف الإنجليزية للحديث عن معايير الأمان والسلامة في الفنادق المصرية، لكنها لم تقم بهذا الأمر.