كشف العقيد حاتم صابر، الخبير الاستراتيجي والأمني، عن الأحداث الجارية في الدولة الليبية وأسباب إثارة الفوضى والإرهاب، والتي تمثل خطراً على الأمن القومي العربي.
حكومة غرب ليبيا
وقال حاتم صابر في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، إن حكومة غرب ليبيا أو حكومة الوفاق الوطني كما يُطلق عليها، والتي شهدت العديد من الاستقالات من قبل الوزراء المنضمين لها، هي حكومة لا تعمل لصالح الشعب الليبي ولا الدولة الليبية، لافتًا إلى أنها دائمًا ما كانت تسعى إلى عقد صفقات والعمل لصالح مصالحها الشخصية.
وأضاف العقيد صابر أن عمل حكومة الدبيبة لمصالحها الشخصية وعقد صفقات خاصة أدى إلى صعود نجم المدعو "غنيوة" رئيس جهاز دعم الاستقرار، وهي "مجموعة مسلحة تتبع المجلس الرئاسي الليبي" وتعمل وفق مصالحها الشخصية مع حكومة الدبيبة لا لمصلحة الدولة الليبية، إلى أن حدث خلاف ونزاع بينه وبين الدبيبة أدى إلى اغتياله وسط إشادة من الدبيبة بهذا الأمر.
وأوضح أن غنيوة له العديد من الأتباع الذين أثاروا وتبنوا حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في الشارع الليبي غضبًا على اغتيال قائدهم، أدت إلى فَرض في الوضع الأمني، مما أدى إلى انهيار سياسي في حكومة الدبيبة، وأدى إلى العديد من الاستقالات الحالية من أعضاء الحكومة، مشيرًا إلى أن ما يحدث في ليبيا هو تهيئة وتوطئة لإثارة اضطرابات سياسية داخل الدولة الليبية في الشرق والغرب حتى يُسهّل عملية تهجير الفلسطينيين إلى ليبيا.
وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن اختيار أمريكا ليبيا تحديدًا لتهجير الفلسطينيين لأنها منطقة صراع سياسي وبها نفوذ اقتصادي غير طبيعي، حيث إن ليبيا تمتلك احتياطيًا من الغاز والمواد البترولية يغطي احتياجات أوروبا لعشرات السنين، والغرض كان الاستيلاء على النفط في ليبيا، منوهًا إلى أن أمريكا والغرب عملوا على تهيئة ليبيا لتصبح حاليًا بيئة صالحة جدًا لنقل داعش والتنظيمات الإرهابية بداخلها لعمل حالة من عدم الاستقرار داخل ليبيا.
وتابع أن عدم استقرار ليبيا يمثل خطرًا على الأمن القومي المصري، وهذا ما حذر منه الرئيس السيسي من قبل حينما قال "سرت والجفرة خط أحمر"، لأن هذا تأثير مباشر على الأمن القومي المصري، وأن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي عند المساس بأمنها القومي، منوهًا إلى أن مصير ليبيا هو نفس مصير سوريا، وأن المشهد في ليبيا مشابه جدًا لما حدث في سوريا.