أبى مرشحان للرئاسة في تونس إلا أن يكسرا الصمت الانتخابي، الذي دخلته البلاد اليوم السبت، عقب انسحابهما، الذي وصف بالتكتيكي، لصالح مرشح ثالث.
فقبيل توقف الحملة الانتخابية للمرشحين ودخول تونس، السبت، في صمت انتخابي، انسحب محسن مرزوق، رئيس حركة مشروع تونس، وسليم الرياحي، رئيس حركة أمل تونس، من السباق نحو الرئاسة، ثم دعيا إلى التصويت لفائدة المرشح المستقل عبد الكريم الزبيدي.
الزبيدي الذي شغل منصب وزير الدفاع قبل استقالته للتركيز على حملته الانتخابية يحظى بدعم من الأحزاب الليبرالية وعدد من المستقلين، كما يدعمه وفق مراقبين، وإن بشكل غير مباشر، الاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر منظمة نقابية في البلاد.
ووسط توقعات بانسحابات أخرى، يرى متابعون أن المتضرر الأكبر من هذا الانسحاب هو مرشح حزب تحيا تونس، يوسف الشاهد، إذ يصب لصالح منافسه من العائلة الوسطية الحداثية، الزبيدي.
وكان التونسيون المغتربون قد بدؤوا التصويت، الجمعة، في عشرات الدول ولمدة ثلاثة أيام.
وشهدت مشاركة تونسيي الخارج، وفق رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، إقبالا كبيرا على الاقتراع في اليوم الأول وسط توقعات بأن تتزايد نسب المشاركة في الانتخابات في اليومين التاليين.
يشار إلى أن مغتربي تونس يتجاوز عددهم مليونا ومئتي ألف نسمة، وتضم فرنسا العدد الأكبر منهم.
ووسط حديث عن إقبال كبير من الناخبين على التسجيل باللوائح الانتخابية وخاصة من الشباب، تبرز المسألة الأمنية كهاجس عند التونسيين سواء أثناء سير العملية الانتخابية أو لاحقا، إذ يتوقع أن تشهد هذه الانتخابات تأهبا واستعدادا أمنيين كبيرين.
ويتوجه أكثر من 7 ملايين ناخب تونسي، الأحد، إلى مكاتب الاقتراع لاختيار رئيس جديد من بين أربعة وعشرين مرشحا فعليا، فيما يصعب التكهن بشأن هوية ساكن قصر قرطاج الجديد في ظل تقارب الحظوظ بين المرشحين، وخاصة بين المرشح المعتقل نبيل القروي ووزير الدفاع المستقيل عبد الكريم الزبيدي ومرشح حزب حركة النهضة عبد الفتاح مورو ورئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد.
وكانت محكمة تونسية رفضت طلبا للإفراج عن المرشح الرئاسي نبيل القروي، الذي أفادت مصادر في وقت سابق، بأنه دخل في إضراب مفتوح عن الطعام من داخل سجنه.