حوار.. ميرنا الهلباوي: الرواية فيلم سينمائي متحرك.. وهذه تفاصيل مغامرات "مر مثل القهوة.. حلو مثل الشوكولاه"

السبت 07 سبتمبر 2019 | 11:32 مساءً
كتب : شروق مدحت

السفر هو سر نجاحها، هكذا قالت الفتاة الشابة التي نجحت في العديد من المجالات المختلفة، فكانت بدايتها من خلال إطلاق مدونة على الإنترنت في 2011 ، قامت بإجراء العديد من الحوارات العالمية التي أهلتها للترشح لجائزة الصحافة العربية، كما اختارتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة للترويج لنشاط الهيئة والتوعية بقضايا المرأة، استطاعت بروايتها الأولى التي تحمل اسم " مر مثل القهوة.. حلو مثل الشوكولاه" أن تستحوذ على قلوب العديد من القراء نظراً لسلاسة أسلوبها وصدقها في التعبير، وحول روايتها الجديدة ومغامرات السفر الدائمة، كشفت الكاتبة ميرنا الهلباوي العديد من الأسرار في حوارها لـ"بلدنا اليوم".

_ كيف جاءت فكرة الرواية، وماهو الدافع وراء كتابتها ؟

* فكرة الرواية ظهرت تدريجيًا، حيث أننى أسافر كل سنة منذ عام ٢٠١٣ لأكثر من بلد مختلفة وحدي تمامًا، ف أعود بالكثير من القصص والمواقف اللطيفة، وفي الوقت ذاته كنت أعمل كمحررة في مجلة مصرية وكانت لدي المساحة الكافية للإبداع، وكتابة ما يحلو لي عن العودة من السفريات، وفي مرة كنت أحكي إحدى القصص ف سألني صديقي لما لا تكتبي هذه القصص ككتاب؟ استبعدت الفكرة تمامًا، ثم في يوم من الأيام كنت أجلس في ملل شديد بمنزلي، حيث اقتادتني الفكرة للحظات وقلت لما لا أكتب بعض القصص؟ وتلك كانت البداية التدريجية في كتابة القصص.

_ ماهى أبرز الرسائل والإشارات التى تحملها الرواية للقارئ ؟

* جميع الرسائل والإشارات في هذه الرواية كنت أكتبها من أجل نفسي أكثر من كتابتها للقراء، حيث أحرص دائماً على تذكير ذاتي بالتحلي بالشجاعة وروح المغامرة، من أجل ألا تشيخ روحي وأصبح مملة، وأيضاً من أجل ألا أخاف التحدث مع الغرباء، ألا أخاف التعبير عن مشاعري، ألا أخاف من التعرض لثقافات وأفكار ومعتقدات مختلفة عن شخصيتي.

_ كيف بدأت خيوط الرواية ؟

* بدأت بمجرد قصة من كل مدينة، ثم فوجئت بأستاذ سيف سلماوي رئيس دار الكرمة يسألني إذا كنت أعمل على مشروع كتابة، فقمت بسرد ما أكتبه له، وأرسلت له بعض من القصص، أعجب بها وطلب مني استكمالها، وعند إنتهائي من كل القصص أرسلتها له، حيث عاد إليّ بمكالمة طويلة تناقشنا فيها عما ينقص الكتاب، وطلب مني التفكير بهدوء عن الشئ الذي يربط هذه القصص ببعضها البعض، وبالفعل فكرت ووجدت الشئ المشترك، وكأن الناشر استطاع أن يضئ في عقلي نفقًا مظلمًا، وبالنسبة لي فذلك يعد أهم دور من أدوار الناشر، أن يساعد الكاتب في ترتيب أفكاره في المرحلة النهائية، أو أن يجعله ينتبه لما هو غير منتبه له بشكل عام .

_ هل جميع أشخاص الرواية أبطال حقيقية أم بعضهم مستمد من الخيال ؟

* كنت أتمنى أن أشوّق القراء وألعب بأعصابهم، ولكن الحقيقة هي أن كل أشخاص الرواية أشخاص حقيقية.

_ لماذا سلطتى الضوء على فكرة الهروب فى أحداث الرواية ؟

* ربما لإنني بطبعي كنت أخاف من المواجهة ومازلت، ولكن حاليا أخذت نسبة أقل عن الماضي.

_لماذا ظهرت البطلة فى أغلب الرحلات وهى وحيدة مع نفسها ؟

* غير مقصود، كلما رتبت رحلة مع أحد الأصدقاء، تراجعوا في آخر لحظة نظرًا للظروف، فوجدت أنني إذا انتظرت كل مرة شخص ما لكي أفعل ما أريده سأنتظر للأبد، فبدأت السفر وحيدة وكان هذا من أفضل قراراتي على الإطلاق.

_ ماذا عن علاقتك بأدهم ومحمد ، وماهو سبب عدم سرد التفاصيل عنهم ؟

* واجهني هذا السؤال كثيرًا، ممكن لأنني أردت التركيز وتسليط الضوء على الفتاة ومشاعرها المرتبكة وسفرياتها أكثر، ومن الممكن لأنهم أشخاص حقيقية فلم أكن أريد الخوض في تفاصيل قد تؤذي مشاعر أحد.

_ هل تعمدتى أن تكون النهايات صادمة وغير متوقعة للجمهور، ولماذا ؟

* لا أعتقد أن النهاية في الراوية صادمة، فالنهاية شبه مفتوحة، بدليل أن ميرنا وأدهم أصبحوا في علاقة عاطفية، هل ستنتهي هل ستستمر، لم تكن هنا الأزمة، الأزمة الحقيقية كانت في التوقف عن الهروب نهائياً.

_هل الرواية تنتمى لأدب السيرة الذاتية أم أدب الرحلات ؟

* لا أعتقد أنها تنتمي لأدب الرحلات، أدب السيرة الذاتية أكثر.

_لماذا استخدمتى اللغة الفصحى فقط فى كتابة الرواية ؟

لأنني تربيت ونشأت على القراءة النهمة، وجميع الكتب التي قرأتها وأثرت في نفسي كانت بالفصحى، والحقيقة أنني لا أعترف باللغة العامية كلغة للأدب، ولكنني استخدمت العامية في الحوارات بين الشخصيات لإضفاء الواقعية عليها فقط.

_كيف تم التوازن بين اللغة الفصحى وبين سلاسة المعنى الواضح فى الرواية ؟

* لم أرد التفلسف، ولا أريد أن أكون معقدة في التعبير عن مشاعري، لا أريد إستعراض عضلات في الكتابة، أنا أحب الكتابة، أحب التعبير عن مشاعري ومؤخرًا أحببت شعور أن تصل كلماتي للقراء بسهولة وسلاسة، فلماذا التعقيد؟.

_الصدق والبساطة ونقل المشاعر والأحلام للجمهور ، هل هذا هو المغزى فقط من الرواية ؟

* الهدف من كتابة الرواية أن تجعلك تبتسم، أن تغلق الكتاب وأنت تشعر شعورًا لطيفاً، لا يوجد مغزى خفي من وراء الكتابة.

_تحدثت عن العديد من الرحلات، فما أقربهم لقلبك ولماذا ؟

* أحب كل الرحلات لأن كل منها شكل جزء مني، وكل منها لها ظروفها وحالتها التي تجعلني أتذكرها وأبتسم، لكن كمدن أحببت روما وبراج وبرلين ومدريد جدًا.

_ هل تتفقين مع مايقال بأن الرواية تمثل فيلم سينمائى متحرك ؟

* أتفق جدًا، وأتمنى رؤيتها في شكل فيلم.

_ لماذا وقع الإختيار على " مر مثل القهوة .. حلو مثل الشوكولا " عنواناً للرواية ؟

* لأن الحياة حلوة ومرة ، ولأن الكتاب به أجزاء حلوة وأجزاء مرة، ولأنني أيضا أحب قهوتي مُرة مع شئ حلو معها، ولأن جزء من قصة ترانزيت بطعم العائلة كنت أحكي عن علاقتي أنا وبطل الرواية بإنها مرة مثل القهوة وحلوة مثل الشوكولا.

_ " مذكرات ميرنا الشخصية "، هل تتفقين مع مايقال إنه يصلح عنواناً بديلاً ؟

* "باولو كويلو" يحكي دائمًا أجزاء من حياته في شكل روايات، الكثير من الكتّاب يظلوا متأثرين دائمًا بأحداث معينة في حياتهم الشخصية ويصرون على وضعها في رواياتهم، "إيزابيل الليندي" مثلًا دائمًا تحكي عن "تشيلي" وعن عمها إلخ إلخ، وحتى لو أنها مذكراتي بالفعل، فما الضرر في ذلك ما دامت تمثل قراءة ممتعة للمتلقي؟.

_ماذا عن تصيم الغلاف ودلالات الألوان المستخدمة ؟

* مصمم الغلاف هو كريم آدم، أعتقد أن الأبيض والأسود في الصور يجعلك تغوص أكثر في روح الشئ بدلًا من ألوانه السطحية، كان هناك أكثر من إختيار ولكنني أحببت هذا الغلاف.

_كم المدة التى استغرقتها كتابة الرواية ؟

* عامين تقريبًا، ولكن عام ونصف منهم كانت مجرد تفريغ قصص من عقلي، أعتقد ٦ أشهر منذ قراري بأنها كتاب يصلح للنشر فعلًا، وكان من الممكن أن أختصر المدة ولكنني شخص كسول.

_ لماذا ذكرتى بأنه " الكتاب الأول وربما يكون الأخير " ؟

* طبيعتي الشخصية تجعلني أجلد ذاتي وأشكك فيها مع إني أدرك تمامًا مدى قوتها، لكن لم أكن متأكدة وقتها إذا ما كان لدي المزيد لتقديمه، كنت خائفة جدًا من رد فعل من سيقرأ الكتاب.

_ برأيك لماذا تصدرت الرواية لقائمة الكتب الأكثر مبيعا على مدار أشهر متتالية ؟

* ربما لأنها حقيقية، حيث أن كتاباتي عن مشاعري كانت حقيقية وغير مفتعلة، كما أن الصراعات النفسية كتبتها بمنتهى الصراحة، ربما لهذا السبب كانت قريبة من القراء إلى حد كبير.

_ظهر واضحا تاثرك بدكتور أحمد توفيق خلال أحداث الرواية ، فلماذا " العراب " بالتحديد ؟

الله يرحمه ويغفر له. د. أحمد خالد توفيق نشأت على سلسلة ما وراء الطبيعة الخاصة به، كانت أول من غيّر وجهة نظري عن فكرة البطل، أن ليس من الضروري أن يكون البطل أكثرهم قوة، بل الذكاء وروح الدعابة يفوق كل ذلك، روايات العراب أيضاً كانت عظيمة، بالإضافة لأن في بداية مسيرتي كمحررة وصحفية أرسلت له طلب لعمل حوار معه ولم أتوقع رد منه، رد بالفعل وأجريت معه حوار عبر الإيميل، كان شخصًا عظيمًا.

_كيف كانت طفولتك، وماتأثير نشأتك فى مدينة الاسكندرية ؟

* لا أدري إذا كانت النشأة في المدينة الساحلية تعزز النزعة الإبداعية أم أنه مجرد وهم فقط، ولكن على عكس الكثيرين، فالبنسبة لي القاهرة لها التأثير الأكبر في تشكيل شخصيتي الحالية، ولكن الأسكندرية قريبة جدًا إلى قلبي، فيكفي التحديق للبحر بالساعات فقط.

_ماذا عن مشوارك الدراسي ؟

* درست في مدرسة سان چوزيف الفرنسية للراهبات في الأسكندرية، تفوقت في الثانوية عامة وحصلت على منحة تفوق ٨٨ جنيه لأنني كنت من المتفوقين لا أعلم كيف حدث هذا على الرغم من كرهي للدراسة، كانت لدي الفرصة لدخول ألسن وإعلام ولكن نظرًا لكرهي للدراسة فكرت في دخول كلية سهلة ف اخترت سياحة وفنادق وتخصصت في إدارة المنشآت السياحية، ثم تخرجت من كلية السياحة والفنادق بجامعة الأسكندرية بعد ٦ سنين بدلًا من ٤ نظرًا لأنني بدأت أعمل في مجال الصحافة والكتابة وأنا في السنة الثانية، وانتقلت للقاهرة وقتها وكنت بين الإسكندرية والقاهرة بسبب العمل والدراسة.

_ هل يعد الأنترنت هو بداية إنطلاقك من خلال المدونة الصغيرة فى 2013 ؟

* اطلقت مدونتي في ٢٠١١، وبدأت العمل في الصحافة في خاصة في ٢٠١٢، ولكن الفضل كله يرجع للإنترنت نعم.

_كيف كان تأثير عملك بالصحافة على أول تجربة إبداعية لك ؟

* أثرعملي بالمجال الصحفي تأثيراً كبيراً للغاية، حيث عملت بالصحافة لمدة ٥ سنوات، وكانت فترة رائعة ومجهدة، ولكنني تعلمت فيها الكثير والكثير، وتطورت جدًا في أسلوب الكتابة، تطورت أيضاً في أسلوب ترتيب أفكاري، وفي مقر عملي بالمجلة، كانت هناك للمساحة الكافية للإبداع للكتابة عن كل شئ وأي شئ.

_ حصولك على المركز الثانى من جائزة الصحافة العربية عن فئة الحوار الصحفي فى 2016 ، حدثينا عن تلك التجربة ، وهل الجوائز تدفع للمزيد من الإبداع ؟

* ترشحت لجائزة الصحافة العربية في دبي عن حواري مع مخترع الإنترنت، هو من اخترع الـIP Protocol الذي يعمل به الإنترنت حاليًا وهو من إخترع الإيميل التجاري أيضًا، وتفاجئت بوصولي للمرحلة النهائية خاصة وأنني قمت بتقديم الحوار في فئة الحوار الصحفي وليس في فئة الشباب لأنني رفضت ألا أقارن بكبار صحفيين الوطن العربي فقط لأنني صغيرة في السن، بالفعل وصلت للمرحلة النهائية كنت فيها أنا وإسمين آخرين، وحصلت على المركز الثاني وهذا كان فخر لي، الجوائز بالنسبة لي ليست طريق للمزيد من الإبداع، هي فقط تأكيد إجتهادك بورقة رسمية، ولكنني أحب المنافسة جدًا، وفخرت جدًا بنفسي أنني ترشحت وسط قامات العالم العربي في الصحافة وأنا ٢٤ سنة فقط.

_ الكتابة عن رحلاتك ومواقفك مع بعض الأشخاص والمشاعر الإنسانية، هل انعكست على شخصيتك

* بالتأكيد كل مدينة وكل شخص أثر فيّ جدًا، حيث أنني في ٢٠١٣ قبل بداية السفر كنتِ شخصية مختلفة، أعتقد أن السفر جعلني أكثر إنسانية وأكثر قوة وثقة بالنفس.

_من هو مثلك الأعلى ؟

* والدتي كان لها دور كبير جدًا في التأثير على مجريات حياتي.

_ما هو أكثر كتابٍ استطاع أن يترك بصمة بداخلك؟

*الكثير من الكتب، ولكن أبرزهم على الإطلاق هو "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ، حيث أنني قرأته وأنا في بداية المرحلة الإعدادية وكان له تأثير كبير على طريقة تفكيري وتكوين شخصيتي.

، وكتاب "اسكندرية بيروت" لنيرمين نزار.

_هل توجد مناطق محظورة في كتاباتك ؟

*الحياة مليئة بالمحظورات، ولكنني أعتبر كتاباتي الخاصة هي المنطقة الحرة التي لا أسمح لأي شخص بمحاسبتي فيها إطلاقاً.

_ماتقييمك للمشهد الثقافي فى مصر ؟

* أعتقد أنه يتطور جدًا، لأن الجمهور أصبح مثقف أكثر من الماضي لأنهم يروا ويقرأوا كل ما هو جديد على الإنترنت، فأصبحت هناك مقارنة ونقد حقيقي للأعمال، وحتى الأعمال السيئة وجودها يقوّي موقف الأعمال الجيدة ويجعلها تثبت نفسها على الساحة.