قالت الأمم المتحدة أن اليمنيين سيموتون إذا لم تتلقَ برامجها التي تنفذها في اليمن التمويل من المانحين، في وقت تؤكد تقارير وكالاتها العاملة في اليمن أن المساعدات الإغاثية ينهبها الحوثيون، ولا تصل للمحتاجين، وتورط موظفي الأمم المتحدة بممارسة الفساد والإثراء غير المشروع من الإغاثة في اليمن.
وأوضح مكتب المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن في بيان له في 21 أغسطس 2019، أنه حتى الآن تم استلام أقل من نصف المبلغ الذي تعهدت بها البلدان المانحة في 20 فبراير 2019 لتمويل الأزمة الإنسانية في اليمن، بتقديم 2.6 مليار.
وأضاف البيان أن ثلاثة برامج فقط من أصل 34 برنامجاً إنسانياً رئيسيا للأمم المتحدة في اليمن تم تمويلها كاملاً، مؤكداً ان العديد من هذه البرامج أجبرت على الإغلاق في الأسابيع الأخيرة، وسيتم إغلاق 22 برنامجاً منقذاً للأرواح في الشهرين المقبلين ما لم يتم تلقي التمويل.
وتراجع زخم دعم المانحين خلال العام الجاري 2019، لتمويل متطلبات خطة الاستجابة الإنسانية لليمن التي تتبانها الأمم المتحدة، في ظل تأكيدات تقارير أممية أن غالبية المساعدات التي تدخل اليمن تذهب لتمويل مليشيا الحوثي ولا تصل للجياع، بالإضافة إلى تحقيقات تجريها الأمم المتحدة مع منظماتها العاملة في اليمن تثبت استشراء الفساد بين مسؤوليها.
وأطلق مواطنون يمنيون في شهر أبريل الماضي حملة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي "#وين_الفلوس" لقت أصداء واسعة، طالبوا فيها الأمم المتحدة والمنظمات العاملة في اليمن، الخارجية، والمحلية، بالكشف عن أموال المانحين لليمن، أين تذهب؟! وكيف صرفت على مر السنوات الأربع الماضية، مع تصاعد معدلات الفقر والجوع والعوز والأوبئة كل يوم.
وقال عاملون في القطاع الإنساني في اليمن لـ"وكالة 2 ديسمبر" إن تضخما وظيفيا هائلا في المنظمات والوكالات وفريق الأمم المتحدة في اليمن، ويستلمون أجورا مبالغا فيها، وتوظف جميعها آلاف الاستشاريين والخبراء فرنسيين وإيطاليين وأميركيين وغيرهم، يعملون في اليمن، ويتقاضون مبالغ طائلة تفوق ما يُنفق على اليمنيين المحتاجين.
مساعدات وتمويلات يقدمها العالم لليمن، لكنها لا تصل إلى اليمنيين، وتذهب لتمويل ميليشيا الحوثي وفقاً لتقارير نشرتها وكالات الامم المتحدة العاملة في اليمن، وقال برنامج الأغذية العالمي ، في ديسمبر 2018، انه اكتشف حدوث سرقة بصورة منهجية للأغذية التي يجري توزيعها في المناطق الواقعة تحت سيطرة – ميليشيا الحوثي الانقلابية- من خلال قياديي الميليشيا والمنظمات التابعة لها.
ونشر برنامج الأغذية العالمي بيانا أوضح فيه" إن الحوثيين يسرقون الطعام من أفواه الجائعين، ولديه أدلة تُثبت استيلاء - ميليشيا الحوثيين- على شحنات الإغاثة، وتلاعبها بقوائم الأكثر احتياجا لمعونات الغذاء".
وكان صحافيون وموظفون في صنعاء، كشفوا في يناير الماضي، إن كثيراً منهم تلقوا اتصالات من برنامج الأغذية العالمي للتأكد مما إذا كانت تصلهم المساعدات الغذائية المقدمة للبرنامج منذ عام، وهو ما تم نفيه من قبل الموظفين.