قال اللواء محمد عبد الواحد، خبير الأمن القومي والشئون الإفريقية، إن زيارة الرئيس الموزمبيقي إلى مصر تجسد دور الدولة المصرية، باعتبارها رئيس الدولة الحالية للاتحاد الإفريقي من جهة، وأن هناك علاقات تاريخية بين البلدين من جهة أخرى، وأن مصر نجحت في السنوات الخمس الأخيرة في تفعيل مجالها الحيوي سواء إقليميا أو على الصعيد الدولي، والقيم السياسية النبيلة التي تنادي بها مصر خاصة القيم الدبلوماسية في عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الجوار، ودعم قضايا الاستقرار في العديد من الدول وبالنسبة للجانب الداخلي لحجم الاستثمارات في مصر والطفرة التي حدثت في مشاريع كثيرة ومشاريع عملاقة خلال السنوات القليلة الماضية وجذبها لأنظار العالم كله لمشاهده هذه التجربة الفريدة والرائدة في المنطقة والتي تستمر بخطوات سريعة.
وأضاف الخبير في الشئون الإفريقية، أن الزيارة تأتي في إطار رغبة حقيقية من القيادات السياسية للبلدين سواء الرئيس الموزمبيقي أو الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعزيز العلاقات بين البلدين وتفعيل أطر التعاون المشترك في كافة المجالات والاستمرار بتقديم دعم وبناء القدرات للأشقاء في موزمبيق بالإضافة إلى التشاور في قضايا المنطقة المختلفة ودعم وتعزيز اطر التعاون أو الاندماج الاقليمى التي تنادى به أجندة القارة 20/63، واتفق بالفعل الطرفين خلال المباحثات على تفعيل الآليات القائمة للتعاون بين البلدين وكان على رأسهما استئناف أعمال اللجنة الثنائية المشتركة.
لماذا موزمبيق ؟
وفي نفس السياق أشار اللواء محمد عبد الواحد، أن دولة موزمبيق لديها سواحل ممتدة على المحيط الهندي، ولها منافذ مشتركة مع دول حديثة، ونريد أن نضع خطوط عريضة تحت كلمة " دول حديثة" بمعنى أن تلك الدول ليس لها سواحل بحرية على المحيط، وذلك يؤكد أنها تعاني من مشكلة النقل، وبذلك فان موزمبيق يمكنها أن تعتبر مفتاح منطقة الشرق وجنوب إفريقيا بالنسبة لمصر، وهى دولة بجوار تنزانيا وجوار ملاوي والإقليم الشمالي لدولة جنوب إفريقيا فتستطيع أن تخدم على العديد من الدول الحديثة ولديها ثروة معدنية ضخمة ويوجد لديها طاقة كهرومائية استاطاعات عمل استثمارات في مجال الألمونيوم من خلال تلك الطاقة.
غاز موزمبيق والشراكة المصرية
وقال اللواء محمد عبد الواحد، إنه في ظل الثورة الحقيقية للمواد النفطية التي تمر بها دول الشرق الأوسط وأهميتها في زيادة الدخل المحلي ، أعلنت موزمبيق موخراً اكتشافها الضخم من المواد النفطية " الغاز الطبيعي" بالقرب من سواحلها، والتي تستطيع من خلاله إنتاج 30 مليون طن سنويا من الغاز الطبيعي، والذي تحدث عنه الخبراء الدوليين قائلين إن موزمبيق سوف تمتلك أكبر مشروعات الغاز على مستوي العالم بحلول عام 2022، وذلك ما جعل الحكومة المصرية تسعى للتعاون مع حكومة موزمبيق لبحث إمكانيات التعاون في إنتاج الغاز، خاصة أن مصر دخلت ضمن أكبر منتجي الغاز فى العالم.
وتقدر احتياطيات الغاز الطبيعي قبالة سواحل موزمبيق نحو 50 تريليون قدم مكعبة (1.4 تريليون متر مكعب) أي ما يعادل تقريبا احتياطي ليبيا، وهي تكفي لإمداد فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا بالغاز، حيث يأتي الاكتشاف المصري فى البحر المتوسط ليصنف الأقوى في الشرق الأوسط، حيث يعد المصدر الوحيد الأكثر تلوثاُ على مستوي العالم، وأن مصر أصبحت مركزا حقيقيا للغاز في المنطقة.