الجواسيس هي أداة استخباراتية مهمة جداً في إدارة العلاقات وخاصة الصراعية منها؛ وبشكل خاص في المراحل الفارقة مثل اللحظة التاريخية الراهنة التي تحكم العلاقات الأمريكية الإيرانية، ويعد العمل التجسسي في تلك المرحلة سواء عن طريق تجنيد الأفراد أو طائرات الدارون أو غيرها، هي أدوات أمريكية مهمة لكشف المعلومات وحجم التسلح والانتشار والقدرات الإيرانية لأنها معلومات مهمة جداً تحكم القرار الأمريكي، وتحدد حجم وشكل الرد.
استراتيجية التعامل مع التجسس
وعلى ضوء ذلك قال الباحث السياسي المتخصص في الشأن الإيراني الدكتور هاني سليمان، انه بوجد إستراتيجية واساليب متبعه من قبل إيران لمكافحة عمليات الاختراق، لذلك عملت وزارة الاستخبارات الإيرانية على تطوير أدواتها وقدراتها في مواجهة شبكات التجسس الأمريكية، وقد أولى أمين عام مجلس الأمن القومي الأعلى علي شمخاني اهتمام خاص بتطوير عمل تلك الأجهزة، ليس فقط في مجال مكافحة عمليات الاختراق، ولكن أيضاً في نشر عناصر تابعة لها في أكثر من بؤرة في سوريا واليمن والعراق ولبنان والداخل الأمريكي الذي يعد بيئة سهلة، فالإجراءات الاستباقية لإيران مكنتها من الكشف المبكر لتلك الأنشطة، وتزويدها بمعلومات عبر عناصرها المنتشرة وميليشياتها من الحرس الثوري، وحزب الله، والحوثيين.
واضاف "الباحث السياسى" أن إيران تتبع استراتيحية استبقاقية فيما يتعلق بنشر جواسيسها في أمريكا وفي أماكن مختلفة، وأيضاً هي تتعاطى بشكل شديد الحذر مع أي أنشطة مشكوك فيها؛ وهو ما يجعلها تلجأ للاعتقال وإلقاء تهمة التجسس لعناصر كثيرة؛ ومعظمها يكون بغرض تصفية سياسية وبغير وجه حق كما هو موجود في المواطنين من الجنسيات المزدوجة.
ورقة تحول ؟
على غرار ذلك نوه " الدكتور هانى سليمان" أن تلك أحد أدوات إدارة الصراع بينها وبين واشنطن؛ وبصرف النظر عن مدى صدق تلك الواقعة وذلك التصريح، إلا أنه سيسهم في مزيد من الضغط على الولايات المتحدة دولياً، وهي محاولة إيرانية لتجميل صورتها، بيد أن ذلك سيضفي في النهاية إلى زيادة التوترات بين الجانبين. وهي ورقة ستحاول طهران توظيفها للحصول على وساطات ومكاسب فيما يتعلق بتحقيق مكاسب وإحراج أمريكا دولياً.
أدوات التجسس
واكد "الباحث السياسى" ان إيران تمارس أنشطة عسكرية واستخباراتية عديدة، ولديها ميليشيات وعناصر تابعة لها في نقاط كثيرة، وحاولت خلال السنوات الماضية تشكيل نقاط قوة ونفوذ متعددة، وهو الأمر الذي باتت معه أمريكا مطالبة ببذل جهد أكبر في محاولة التعرف على حجم تلك العناصر وتتبعها تحسباً لكافة السيناريوهات المطروحة والتي تشير إلى إمكانية حدوث صدامات او استهداف لمصالح أمريكا وحلفاءها، وبالتالي تنويع أدوات التجسس وجمع المعلومات ومصادرها بات مهم بشكل كبير للدول المختلفة، ولأمريكا بشكل خاص لاعتبارات أمنية بحتة خاصة بتأمين وجودها ومصالحها في الشرق الأوسط.
وأن ايران تبدأ معركتها الاستخبارية مع الولايات المتحدة الامريكية بتفكيك شبكة للتجسس وهي تختار الوقت المناسب لتكون هذه الشبكة ورقة ضغط رابحة بيدها ان لم تضرب شبكات جاسوسية اخرى وقد تمتد يد المخابرات الإيرانية، إلى اعتقال جواسيس أمريكا في العراق او اليمن او سوريا وغيرها حسب قرار البرلمان الإيراني الذي أجاز لها ذلك .. وما أشبه اعتقال جواسيس أمريكا اليوم بازمة رهائن السفارة الامريكية في طهران عام 1979.
وتواجه إيران اتهامات بالمسؤولية عن هجمات بالمنطقة في الآونة الأخيرة، بينها تخريب أربع سفن تجارية سعودية وإماراتية في خليج عمان. وتنفي الحكومة الإيرانية هذه الاتهامات.