يستغل المستوطنون اليهود أعيادهم التي يحتفلون بها لتكون بمثابة حجة، لاقتحام باحات المسجد الأقصى في حماية جنود الاحتلال، تلك العملية التي تتم بين الحين والآخر لكنّها تكون مكثفة بالتزامن مع أعيادهم وهذا ماحدث اليوم الأحد، بعدما اقتحم مئات المستوطنين ساحات المسجد من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة استجابةً لدعوات الجماعات الصهيونية بالتزامن مع ما يسمى عيد "الشفوعوت" أو "البواكير -نزول التوراة".
وعززت قوات الاحتلال من تواجدها في البلدة القديمة ب القدس المحتلة، وفي محيط ساحة البراق، ونشرت عناصرها ووحداتها الخاصة وفرق الخيالة والدوريات العسكرية في شوارع المدينة، وأغلقت العديد من الطرق لتسهيل وصول المستوطنين إلى حائط البراق لإحياء العيد المزعوم،وفي الوقت نفسه شدّدت شرطة الاحتلال من إجراءاتها الأمنية عند بوابات الأقصى، واحتجزت هويات المصلين الوافدين إليه.
ونظم المقتحمون جولات استفزازية في باحات الأقصى، وأدى بعضهم طقوسًا قبالة صحن قبة الصخرة ومصلى باب الرحمة، وتلقوا شروحات عن الهيكل المزعوم، قبل أن يغادروا المكان من باب السلسلة، وفق ما ذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس.
عيد الشفعوت
عيد البواكير او "الشفوعوت" بالعبرية الموافق للسادس من الشهر العبراني "سيوان" ويصادف بداية فصل الصيف ونهاية موسم الحصاد.
ويعتبر أحد أعياد الحج اليهودية الثلاثة التي كان اليهود يؤمون فيها هيكل سليمان، علما بأن عيدي الحج الآخرين هما عيد الفصح وعيد المظلة.
ويُحتفل في هذا العيد بذكرى تسلم الشعب اليهودي الأسفار الخمسة الأولى للتوراة، وهي: التكوين، والخروج، واللاويون، والأعداد، والتثنية، وهي الأسفارالمعروفة بـ "أسفار الشريعة"، والتي تعتبر أهم أسفار التوراة، وذلك على جبل سيناء، بعد سبعة أسابيع من خروج بني إسرائيل من مصر؛ ومن هنا جاءت تسمية العيد بـ "الأسابيع"، إذ يحل بعد سبعة أسابيع بالتمام والكمال من أول أيام الفصح الذي يحتفل فيه بذكرى الخروج نفسه.
وتنص على الاحتفال بهذا العيد الآية 22 من الإصحاح 34 من "سفر الخروج "والآية 10 من الإصحاح 16 من "سفر التثنية".
وتتخلل صلوات الصبح أناشيد خاصة بالعيد، وتلاوة للنصوص التوراتية، كما تتلى صلوات خاصة على أرواح الموتى.
ويُدعى هذا العيد أيضا باسم "عيد البواكير"؛ حيث كانت تقدم خلاله بواكير الغلال والفواكه إلى الكهنة في الهيكل المقدس، وفي هذه الأيام تقام بهذه المناسبة في القرى التعاونية احتفالات خاصة بتقديم بواكير المحاصيل الزراعية.
كما يُدعى هذا العيد بـ "عيد الحصاد"؛ حيث يبدأ فيه موسم حصاد القمح، ويدعى كذلك باسم "عتصيرت" الذي تحول بالعربية إلى "العنصرة"، ومعناه بالعبرية "التجمع"، حيث كان المحتفلون بهذا اليوم يجتمعون مع البواكير التي كانوا يحملونها من أنحاء البلاد إلى باحة الهيكل المقدس استعداداً لأداء الشعائر.