مظاهر "الكحك والزينة".. عادات المصريين قبل استقبال عيد الفطر

الاحد 26 مايو 2019 | 03:15 مساءً
كتب : رحاب الخولى

"بعد العيد مافيش كعك.. وبعد العيد ما يتفتلش الكعك" أمثال شعبية مصرية تعبر عن حال المصريين في العشر الأواخر من رمضان، حيث تبدأ حالة الطواريء في البيوت المصرية لخبز الكعك والبسكويت، استعدادًا لاستقبال عيد الفطر المبارك.

وتزدحم الطرق بالمواطنين، وخاصة أمام أفران خبز الحلويات، حيث يحمل الأطفال والكبار الصاجات وصواني الكعك فوق رؤوسهم، في جو يملؤه الفرحة والسرور بقدوم عيد الفطر.

وتتجمع ربات البيوت بعد آذان المغرب، في بيت واحد لإعداد كميات كبيرة من كحك العيد، وتحاول كل واحدة أن تصنع خبز جيد، تستطيع أن تتباهي به أمام جيرانها.

ويعد كعك العديد من أبرز مظاهر الفرحة والبهجة والسعادة لدى الأطفال والكبار، وتهادي الأسر بعضهم البعض، كما أنه يعد من الأساسيات التي يهادي به العرائس أيام العيد.

ورغم غلاء الأسعار، وظروف المعيشة الصعبة، وارتفاع أسعار الدقيق، وبقية التكوينات التي تدخل في صناعة الخبز، إلا أن المصريين لم يمتنعوا على تصنيع الكعك ويحرصون على شراء مستلزمات صنعه.

ويعد المصريون القدماء هم أول من عرف الكعك؛ يعود الكحك المعاصر إلى الدولة الطولونية، فكانت تصنع في قوالب منقوشة عليها عبارة «كل واشكر». ولكن الكحك من اصل مصر قديمة: وجد علماء الآثار طريقة وصور الكحك منقوشة على جدران المعابد في الأقصر ومنف وفي القبر في هرم خوفو في الجيزة. آمن المصريون القديمون انّ الكحك لديه هدف ديني وكذلك كان مختوم علي الكحك في هذه العصر رمز الإله رع.

وكان الوزير «أبو بمر المادرالي» مهتماً بصناعة الكعك في العيد, فكان يحشوه بالذهب وفي العصر الفاطمي، كان الخليفة الفاطمي يخصص 20 ألف دينار لصناعة كعك العيد، فكانت بداية صناعته في شهر رجب إلى العيد

حيث كان الخبازون في البلاط الفرعوني يحسنون صنعه بأشكال مختلفة، وصل اهتمام الفاطميين بالكعك إلى الحد الذي جعلهم يخصصون ديوانا حكوميا خاصا عرف بـ«دار الفطرة»، كان يختص بتجهيز الكميات اللازمة من الكعك والحلوى وكعب الغزال، وكان العمل في هذه الكميات يبدأ من شهر رجب وحتى منتصف رمضان استعدادا للاحتفال الكبير الذي يحضره الخليفة.

اقرأ أيضا