أعربت ألمانيا عن قلقها "المتزايد" بشأن تدهور أوضاع حقوق الإنسان في هونج كونج.
وعبرت الخارجية الألمانية عن مخاوفها من تراجع مساحة المعارضة وحرية الرأي والصحافة في منطقة الحكم الذاتي، هونج كونج، وذلك بعد قبول لجوء ناشطين اثنين مؤيدين للديمقراطية من هونج كونج في ألمانيا.
يشار إلى أن راي وونج، والذي لم يتجاوز من العمر الـ25 عاما، و ألان لي والذي لم يتجاوز الـ27 عاما، هما أول ناشطين من هونج كونج، عرف عنهما أنهما حصلا على حماية سياسية في أوروبا، وذلك بعد اتهامهما بالمشاركة في احتجاجات عنيفة عام 2016.
وفر الناشطان لألمانيا بعد أن أفرج عنهما عام 2017 بكفالة.
قال متحدث باسم الخارجية الألمانية في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، اليوم الخميس: "نعتبر وضع حقوق الإنسان في هونج كونج جيدا إجمالا"، وأضاف: "وفي الوقت ذاته يساورنا قلق متزايد بشأن تراجع مساحة المعارضة السياسية والتآكل البطيء في حرية الرأي والصحافة، خاصة فيما يتعلق بقضايا سياسية حساسة".
وفي تصريح لإذاعة RTHK في هونج كونج، قالت ريجينا إيب، النائبة البرلمانية في هونج كونج، والمعروفة بولائها للحكومة في بكين، إن قضية الشابين تتسبب في غضب هونج كونج "لأن قبول الحكومة الألمانية للجوء الشابين يشكك في سلامة قضائنا".
وقال ويلسون شان، المحاضر في الجامعة الصينية في هونج كونج إن القضية تبرهن على أن المجتمع الدولي "لديه شكوك أكبر فيما إذا كانت هونج كونج تعامل معارضين سياسيين بطريقة نزيهة وعادلة".
جاء ذلك في تصريح لشان، نشرته صحيفة "ساوث شينا مورنينج بوست".
غير أن الحكومة الألمانية لم تبد رأيا محددا بشأن الحالتين، واكتفت فقط بالتأكيد على أنه تم توفير "حماية لجوء" عام 2018 لاثنين من طالبي اللجوء من هونج كونج.
وحصل الناشطان رسميا في مايو 2018 على حماية في ألمانيا، ولكنهما لم يعلنا عن نوع هذه الحماية سوى الآن، حيث يهدفان بذلك للإشارة للوضع المتردي في هونج كونج، وللذكرى الثلاثين لمذبحة الرابع من يونيو 1989 في بكين.
يشار إلى أن هونج كونج التي يعيش بها نحو سبعة ملايين نسمة، تحكم بشكل ذاتي تحت السيادة الصينية، وذلك منذ أن أنهت بريطانيا احتلالها عام 1997 للصين، وذلك وفقا لشعار "بلد واحد ونظامان" حسب نص الدستور.
وأحكمت القيادة الشيوعية في بكين قبضتها على هونج كونج في أعقاب المظاهرات المنادية بالديمقراطية عام 2014، والتي شلت المدينة الساحلية على مدى أسابيع.
ويرى الناشط وونج الذي يتعلم الألمانية حاليا بمدينة جوتنيجن في ألمانيا أنه "أصبح من الواضح أن هونج كونج فقدت بالفعل وضعها الدولي". وقال وونج في تصريح لصحيفة "فاينانشال تايمز" إنه يعتزم البدء في دراسة السياسة والفلسفة اعتبارا من سبتمبر المقبل، وأضاف: "ربما كنا أول لاجئين من هونج كونج يحصلان على حماية في أوروبا، ولكن ربما لم نكن الآخرين، وإلا كان ذلك محزنا جدا".
ينتمي الناشطان لمجموعة تسعى لاستقلال هونج كونج عن الصين، وهو أمر مستفز للغاية بالنسبة لبكين.
وقد حكم على شاب شارك معهما في أعمال الشغب التي وقعت عام 2016 في حي مونج كوك بهونج كونج، بالسجن لمدة تصل إلى ست سنوات.