يعتبر مرض سرطان الثدي ثأني أسباب الوفاة بالنسبة للسيدات فى مصر بعد سرطان الرئة، وتشير الإحصاءات إلى أن سرطان الثدى ثانى أنواع السرطان الأكثر انتشارًا بين السكان، حيث يمثل 17.9% من جميع أنواع السرطان، وقديمًا كان الكشف عن سرطان الثدي يعني استئصال الثدي بالكامل، أما اليوم ومع تعدد العلاجات المتوفرة، فإن الاستئصال لا يتم إلا مع الحالات النادرة، وتعتبر العلامة الأولى للإصابة بالمرض هي ظهور كتلة أو تكثـّف في نسيج الثدي
مبادرة رئاسية للكشف عن سرطان الثدي
خلال احتفالية المجلس القومي للمرأة لتكريم المرأة المصرية والأم المثالية، التي عُقدت 30 مارس الماضي لتكريم عدد من الأمهات المثاليات، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، تدشين حملة قومية، أول يوليو المُقبل على غرار حملة 100 مليون صحة، للكشف المبكر عن سرطان الثدي، لأكثر من 30 مليون سيدة، سيتم من خلالها الحملة الكشف والعلاج مجانًا.
ويجرى الآن، وضع البرنامج الإلكترونى الخاص بتسجيل السيدات مع بدء المسح، مع توفير كافة اللوجستيات المتعلقة بتنفيذ الحملة، وبدء الإجراءت التنفيذية لحملة الفحص والكشف المبكر عن سرطان الثدي، وعلاجه بالمجان، كما سيتم إعداد مراحل للحملة لكي تكون مثل سابقتها في الحملات الأخرى، فسيتم تقديم العلاج الكامل للمصابين بالمجان سواء بنفقة الدولة والتأمين الصحى.
كما خصصت وزارة الصحة خطًا ساخنًا برقم (106) للراغبات في الحجز ممن لديهم تأمين صحي، حيث يقمُن بالحجز من خلال الاسم والرقم القومي، ويجرى الآن عرض دراسة متكاملة لوضع آليات لمسح وفحص السيدات ضد أمراض سرطان الثدي، ومن المقرر عرضها على الرئيس عبدالفتاح السيسي.
الصحة تحدد مستشفيات للفحص والكشف المبكر
حددت الهيئة العامة للتأمين الصحي، عدة مستشفيات للفحص والكشف المبكر عن سرطان الثدي، وهي: "مستشفيات ومراكز الأورام بالقاهرة، عيادة المقطم، عيادة الجمهورية بالقاهرة، عيادة جمال عبدالناصر بمحافظة الإسكندية" وذلك كبداية للمرحلة الأولى حتى يتم إطلاقها رسميًا.
وأكدت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان أن الوزارة ستطلق مبادرة للكشف المبكر عن سرطان الثدى، وستضع على رأس أولوياتها خلال العام الحالي محاربة أمراض السرطان بكافة أشكالها، والتي يأتي من ضمنها مبادرة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، التي تستعد الوزارة لها على قدم وساق.
نتائج إيجابية
توقع النائب عصام القاضي، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن تحقق حملة الكشف عن سرطان الثدي نتائج إيجابية عند تنفيذها، مشيرًا إلى أن مبادرة الأمراض الغير سارية كان لها العديد من النتائج الإيجابية في الكشف المبكر للأمراض وتقديم خدمة الكشف والعلاج المجاني للمواطنين.
وأضاف عضو لجنة الصحة، في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم"، أنه يكفي لهذه الحملات، أنها ساهمت في زيادة الوعي لدى المواطنين، بضرورة المشاركة في المبادرات الصحية، مؤكدًا أن نجاح مبادرات الرئيس تعوض النقص الغير عادي والضعف في المنظومة الصحية ، كما تساعد في الكشف عن الأمراض الغير سارية، والقضاء على قوائم الانتظار.
وأوضح النائب ـ أن مبادرات الرئيس قضت على أمراض الموت الصامت كما كان يطلق عليها مسبقًا، أمراض السكر والضغط، متوقعًا أن تنجح مبادرة الرئيس بالكشف عن مرضى سرطان الثدي بعد تنفيذها داعيًا المواطنين للمشاركة بها بكثافة .
وأشار "القاضي"، أن مراكز الأورام على مستوى الجمهورية أًصبحت مطورة وقادرة على تنفيذ المبادرة، والكشف عن المرضى وتقديم العلاج لهم بفريق طبي متخصص.
20 ألف حالة جديدة مصابة بالسرطان
أكد الدكتور ياسر عبد القادر أستاذ علاج الأورام بجامعة القاهرة، أن في عام 2018 كان هناك 20 ألف حالة جديدة مصابة بسرطان الثدي، وكانت نسب الوفيات بهذه الحالات حوالي 9 آلاف حالة، مشيرًا إلى أن 60% من الحالات في مصر، متأخرة ونسب شفائها ضعيف و40% من الحالات يتم اكتشاف إصابتها من خلال حملات الكشف المجانية.
وأوضح أستاذ الأورام، أن بعض السيدات كانوا يخشوا النتائج في إحجامهن عن المشاركة في المبادرات العلاجية خوفا من اكتشاف الأمراض ولعدم قدرتهن على تحمل مصاريف العلاج.
وأكد "ياسر" أن حملة اكتشاف فيروس سي ستغير خريطة السرطان في مصر، حيث أن الكشف المبكر يؤدي إلى نسبة شفاء تصل إلى 100%، وأن علاج الحالات المبكرة أقل تكلفة من علاج الحالات المتأخرة، منوهًا إلى المسح لكل السيدات في سن معينة، وأن الحملة ستكتشف الأورام في مراحل متقدمة.
مراكز الأورام قائمة على التبرعات
يرى الدكتور إيهاب طاهر، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، أن الأورام السرطانية على مستوى العالم معظم أسبابها العلمية غير معروفة، موضحًا أن بعض الأمور تزيد من المشكلة وخاصة بالمدن الكبرى كالقاهرة، بسبب التلوث الهوائي ووضع بعض المبيدات الحشرية بالطعام، قائلاً: "كلها أسباب تؤدي للأمراض السرطانية وأمراض الفشل الكلوي لكن الأسباب الدقيقة غير معروفة وتحتاج لأبحاث علمية دقيقة جدًا".
وأشار، لدينا عدة أماكن لعلاج الأورام تقدم خدمات طبية حقيقية لكنها قليلة ولا ينفق عليها الإنفاق الجيد ومعظمها قائم على التبرعات ولا يمكن إيقاف منظومة طبية على تبرعات فقط.
واختتم: "لدينا قوائم انتظار طويلة جدًا لمرضى الأورام، وقد يتوفى المريض قبل أن يحين دوره في أداء العملية ونعود للحديث عن الميزانية الهزلية للصحة، لذا يجب زيادة الميزانية".