أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن موقفي موسكو وواشنطن بشأن الأزمة الفنزويلية لا يمكن التوفيق بينهما، لكنه عبر عن استعداد روسيا للحوار مع الولايات المتحدة حول هذا الموضوع.
وفي ختام محادثات أجراها في طشقند مع قادة أوزبكستان، اليوم ، علق لافروف على مكالمة هاتفية جرت بينه وبين نظيره الأمريكي، مايك بومبيو، أمس الأربعاء، حول فنزويلا.
وقال الوزير الروسي: "على حسب علمي، فقد اتصل مايك بومبيو بي كي يقول فيما بعد إنه اتصل بي ودعا روسيا إلى عدم التدخل في فنزويلا. وهذا ما فعله وأعتقد أننا توقفنا عند هذه النقطة، مع أننا اتفقنا على مواصلة الاتصالات، بما في ذلك حول فنزويلا". وفقاً لما ذكرته "روسيا اليوم " .
وتابع لافروف قائلا: "لا أرى كيف يمكن التوفيق بين موقفنا الذي يستند إلى ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي، من جهة، وموقف الولايات المتحدة من جهة أخرى، وهي تعيّن من واشنطن قائما بأعمال رئيس دولة أخرى وتطالب سلطاتها الشرعية بالاستسلام، مهددة باستخدام القوة ضدها، وكل ذلك بالتزامن مع عقوبات خانقة تفرض من أجل تغيير النظام (في فنزويلا)". وأردف قائلا: "إنهما موقفان لا يمكن التوفيق بينهما، لكننا مستعدون للحوار".
وأضاف الوزير أنه حذر بومبيو من مغبة عودة الولايات المتحدة إلى "مبدأ مونرو"، مشيرا إلى أن تصريحات واشنطن بعزمها العودة إلى هذا المبدأ (الذي أعلنه الرئيس الأمريكي، جيمس مونرو، الذي عدّ، في العام 1823، أمريكا الجنوبية منطقة لمصالح الولايات المتحدة حصرا)، تدل على "عدم احترام الشعب الفنزويلي وشعوب أمريكا اللاتينية بأسرها".
وفي توضيحه لموقف روسيا من المخططات الأمريكية إزاء فنزويلا، أكد لافروف عزم موسكو حشد فريق من الدول التي تحترم القانون الدولي، لمواجهة هذه المخططات. وذكر الوزير الروسي أن هذه المجموعة قيد التشكيل حاليا داخل الأمم المتحدة، معربا عن أمله في تلقيها دعما واسعا داخل المنظمة، "لأن الحديث يدور عن شيء بسيط جدا، من الصعب تحريف مغزاه، ألا وهو الدفاع عن الأحكام والمبادئ المؤسِّسة للقانون الدولي، كما نص عليها ميثاق الأمم المتحدة".
ويوم الثلاثاء الماضي، شهدت العاصمة الفنزويلية كاراكاس ومدن أخرى في البلاد احتجاجات مناهضة للحكومة، بعد تحرك مجموعة من العسكريين الفنزويليين دعما لزعماء المعارضة.
وبدأت في فنزويلا، يوم 23 يناير الماضي، احتجاجات حاشدة ضد الرئيس نيكولاس مادورو. ونصب رئيس الجمعية الوطنية (التي تغلب عليها المعارضة)، خوان غوايدو، نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد. وأعلنت دول غربية عدة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، اعترافها بغوايدو الذي وصفه مادورو بـ "دمية بيد الولايات المتحدة". وأكدت روسيا والصين وتركيا ودول أخرى دعمها لمادورو كرئيس شرعي لفنزويلا، فيما وصفت موسكو رئاسة غوايدو بأنها "لاغية".