قال الدكتور زهير بو عمامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، إن ما أنجزه الشعب الجزائري حتى الآن هو نصف المسار، مشيرًا إلى أنه تم تحقيق مكاسب كثيرة أقلها أن أجبر الجميع على الرضوخ لإرادته.
وتابع: "الآن هناك تساؤل كبير حول من يمكنه أن يقود البلاد في تلك المرحلة الانتقالية الحساسة نحو ما يريده الشعب كما أن المرحلة الانتقالية يجب أن تكون سلسة وآمنة ولا تهدد بأي شكل كيان الدولة".
وواصل: "الرئيس السابق، بوتفليقة، ترك خلفه مجموعة من الألغام، والخيار المثالي حالياً هو الذهاب نحو المخرج الدستوري بتفعيل المادة 102 بالإضافة إلى المادتين 7 و 8 للمزج بين المخرج الدستوري والمعالجة السياسية".
وأوضح بو عمامة أن المفارقة التي يعيشها الجزائريين الآن هي أن هذه المطالب تستلزم من المؤسسة العسكرية أن تمارس تدخلاً لا تريده، لافتًا إلى أن المؤسسة العسكرية تتوجس من بعض الأطراف التي يبدو أن لديها استراتيجية لتوريطها في ادارة المرحلة الانتقالية للقول بأن المؤسسة خرجت عن مهامها الدستورية وتريد أن تفرض حلا يؤدي إلى تغييرات داخل النظام.
وأشار بو عمامة إلى أن الحراك الشعبي أمام معضلة أخرى، وهي أن الذهاب والانسياق وراء تضخيم مطالبه نحو "إرحلوا جميعًا ولا نريد أي شخص من الدائرة المحيطة بالنظام السابق" يطرح سؤالًا حول من الذي لديه القوة الآن لفرض شخصيات أخرى من دون المؤسسة العسكرية ولا يجر الأخيرة إلى الفخ لا يريده الجزائريين.