تعتبر الأمثال الشعبية والعربية، هي أسهل وأسرع وسيلة لوصف الموقف ولنقل حكم والمواعظ عبر العصور المختلفة، حيث أصبحت إرث يتوارثه الأجيال جيل تلو الآخر، كما أن هذه الأمثال أرق من الخطابة وأبقى من الشعر، وذلك نظرا لكونها تتكون من كلمات قصيرة وموجزة، علاوة على كونها تحمل الكثير من المعاني، لذا نقدم لكم في السطور القادمة، واحد من أشهر الأمثال الأكثر تداولا في الشرق الأوسط، وهو مثل "لما اشتد ساعده رماني".
يرجع أصل هذا المثل إلى قديم الزمان، عندما قام رجل من العرب بتربية ابن أخته، حتى صار شاب قوي، ولما أدرك الشاب بأنه قوي وقادر أن يعتني بنفسه، بدأ يتنكر من جميل الرجل الذي اعتني به منذ الصغر، وأصبح الشاب يعامله بجحود وقسوة.
فدفع جحود الشاب ونكرانه للجميل لهذا المربي، أن يقوم ذلك المربي بكتابة بعض الأبيات الشعرية، لتصف مدى حزنه من جهة، ومدي قسوة وجحود الشاب ونكرانه للجميل والمعروف من جهة أخرى، وتقول الأبيات
فيا عجبا لمن ربيت طفلا...ألقمه بأطراف البنان
أعلمه الرماية كل يوم... فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي...فلما قال قافية هجاني
أعلمه الفتوة كل وقت.. فلما طر شاربه جفاني
ومنذ أن كتب هذا المربي هذه الأبيات، أصبح الناس يتداولونها، وخاصة الشطر الذي يقول "فلما اشتد ساعده رماني"، حيث أن هذه الأبيات توضح الدور العظيم والمعروف الذي قدمه هذا المربي، حيث أنه علم هذا الشاب الكثير من الأمور من ضمنها، فنون الرماية، الشعر وغيرها الكثير والكثير، ومنذ ذلك الوقت، وأصبح الناس يرددون هذا المثل، عندما يسئ أحد وينكر فضل من أحسن إليه.