تعد الأمثال الشعبية هي انعكاس لثقافة الشعوب، وعلى الرغم من أنها تتكون من بعض الكلمات الموجزة والقصيرة، إلا أنها تحمل في طياتها الكثير من الحكم والمواعظ، ونحن نردد هذه الأمثال في حياتنا اليومية، لكن معظمنا لا يعلم ما هو سبب ظهور هذه الأمثال وما هي القصص التي ورائها، لذا نقدم لكم في السطور القادمة، واحد من أشهر الأمثال التي تتردد للتعبير عن الخيانة، فقدان الثقة في الآخرين، وهو مثل "حتى أنت يا بروتس".
يعود أصل هذا المثل إلى العصر الروماني، حيث جلب القائد الروماني العظيم، يوليوس قيصر، الكثير من النصر والفتوحات لبلده، إلا أنه في أواخر عهده قتل غدرا، على يد أقرب القادة إليه، حيث قادهم الجشع، والطمع، وحب السلطة لاغتياله، حيث اتفقوا أن يشتركوا جميعا في قتل يوليوس قيصر، حتى يتفرق دمه بينهم، ولا يتهم واحد منهم بقتله.
وكانت آخر طعنة تلقاها قيصر، من أقرب أصدقائه، وهو بروتس ابن ماركوس جونيوس، وكان قيصر يمنحه الكثير والكثير من الأوسمة والمناصب، ولشدة حبه له كان يعامله وكأنه ابنه.
ولعل سبب اشتراك بروتس في مؤامرة اغتيال يوليوس قيصر، هو إفساد قيصر لسمعة أمه، سرفيليا -نظرًا لوجود علاقة بينهم-، وبدأت تفاصيل مؤامرة اغتياله، بعد إعلان قيصر ديكتاتورًا مدى الحياة، فقام القادة بانتظاره في القاعة، وما أن جلس قيصر، هموا جميعا بطعنه بخناجرهم، وكان آخرهم طعنة بروتس، وقبل وفاة قيصر قال له جملته الشهيرة "حتى أنت يابروتس"، ليرد عليه الأخير: "إني أحبك ولكني أحب روما أكثر منك".