رامي شحات، طفل مصري الأصل يعيش بإيطاليا، لا يتجاوز عمره 16 عامًا، شجاعته وذكائه مكناه من إنقاذ 51 طفلا من الموت حرقًا في حافلة، بعدما حاول سائقها الإيطالي، ويدعى أوسينو إس، ويبلغ من العمر 47 عاما ذو الأصول السنغالية، أن ينفذ محرقته بحق الطلاب بعد اختطافهم بالقرب من مدينة ميلان الإيطالية.
تعود بداية الواقعة عندما أنهى بعض طلاب مدرسة حصة الألعاب الخاصة بهم، في إحدى الأندية، وعقب انتهاء الحصة استقل الطلاب الحافلة للعودة إلى منازلهم، ولكن ذكاء رامي جعله يكتشف أن بعض أدوات الأمان "الشواكيش" في حالة حدوث كارثة بالأتوبيس، غير موجودة فبدأ الطفل يشك في السائق وتأكد من شكه بعدما طلب السائق من الطلاب عدم الحديث، وبعدها قام بتقييد المدرسين الموجودين بالحافة وبعض الطلبة وأخذ هواتف المحمول الخاصة بهم.
فكر رامي قليلا ثم طلب من زملائه، أن يصدروا أصوات عالية حتى يتمكن من الاتصال بوالده، وطلب الشرطة ، وحتى لا يستطيع السائق سماع صوته وهو يتصل بوالده، كما خبأ رامي هاتفه بعدما قام السائق بجمع الهواتف المحمولة من الطلبة والمدرسين الموجودين بالحافلة.
تحدث رامي مع والده باللغة العربية وفتح "gps"، لكي تتمكن الشرطة من معرفة مكان اختطافهم، وأوهم السائق بأنه يؤدي الصلوات، حيلة رامي وذكائه، مكنت الشرطة من ملاحقة السائق، والتعرف على مكان الحافلة
فحددت عربات الشرطة مكان الحافلة وطاردتها، وأرغمت السائق على الوقوف، فأضرم السائق النيران في الحافلة أثناء مواجهة الشرطة، وكان السائق قد سكب الوقود على الحافلة قبل ذلك ليتمكن من إحراقها، بالقرب من مطار ميلانو بإيطاليا.
والسائق يدعى أوسينو إس، وهو إيطالي الجنسية من أصول سنغالية، و أقدم على هذا بسبب موت المهاجرين الأفارقة وهم يعبرون البحار قائلا: "أوقفوا الموت في البحار، سأرتكب مذبحة".
وأُنقذ الأطفال بعدما كسرت الشرطة النوافذ الموجودة في مؤخرة الحافلة، وقال ربوبرتو مانوتشي، أحد ضباط الشرطة الذين ساهموا في عملية الإنقاذ: "أكثر الأشياء التي أذهلتني حقا هي الأطفال...، كانت لديهم هذه القوة لإنقاذ أنفسهم والخروج من الحافلة".
رامي ولد بإيطاليا عام 2005، ولكن لم يحصل مطلقا على وثائق رسمية خاصة بالجنسية الإيطالية، بطولة رامي دفعت وزارة الخارجية الإيطالية للإعلان عن استعدادها منح الطفل المصري الجنسية الإيطالية، كما أعلن رئيس وزراء إيطاليا عن رغبته في لقاء الطفل رامي وتكريمه، ومنحه الجنسية الإيطالية.
ويقول والد رامي عن الواقعة: "إن ابنه أدى واجبه، ولو حصل على الجنسية الإيطالية الآن فسيكون هذا شيئا لطيفا"، وتابع: "نود أن نبقى في هذا البلد".