الفتاة العشرينية، بنت المدينة الباسلة التي اشتهرت بين مدن العالم، بأنها من المدن التي يعرف سكانها البعض، وقال عنها الكاتب البريطاني روديارد: "إذا أردتم ملاقاة شخص ما عرفتموه، وهو دائم السفر، فهناك مكانان على الكرة الأرضية يتيحان لكم ذلك، حيث عليكم الجلوس وانتظار وصوله إن عاجلاً أو آجلا،ً وهما: لندن وبورسعيد"، لم تترد في يوم ما بعد أن أنهت تعليمها الجامعي أن تستقر في المنزل، أو تكتفى بعمل يحقق لها دخل يساعدها على العيش.
"بسنت" رأت أن بلدها قدمت لها الكثير، وتستحق أن ترد لها الجميل، بعد أن حققت لها دخولها كلية الهندسة التي كانت تتمناها وتسهر الليالي، لافتراس كل مادة علمية توجد بداخل كل كتاب يسكن معها في حجرتها التي كانت خير ونيس لها.
عندما علمت بضرورة تأدية الخدمة العامة، سارعت "نسمة" بالتوجه لتسجيل اسمها، وعلى الفور توجهت لجامعة بورسعيد، وطلبت من مديرة شئون الطلبة التابعة للجامعة، قسم هندسة اتصالات وإلكترونيات.
هدف بسنت خالد الشريف، كان دافعًا لها أن تسلم نفسها، حيث رأت في خدمة مجتمعها رفعة وهدف أسمى، وحان الوقت لترد الجميل لوطنها الحبيب.
ورغم بعد المكان عن محافظتها التي تتواجد فيها مع أسرتها، وأصدقائها وجيرانها، تسلمت "بسنت" تكليفها عام 2017 للعمل بمديرية التضامن الاجتماعى بشمال سيناء.
ولم تكتف بذلك، بل حاولت أن تبتكر وتقدم خدمة جيدة لأهالي سيناء الحبيبة، وبعد عصف ذهني، استطاعت خلال سنة التكليف تصميم قاعدة بيانات متكاملة للمتضرين من أهالي شمال سيناء، والنازحين من أماكنهم من المتعاملين مع وزارة التضامن الاجتماعى، بما يسهل الوصول إليهم، كما كان لها دورها فى برنامج تكافل وكرامة.
دور بسنت الذي قدمته لوزارة التضامن خلال العام التي قضته في سيناء، كان كفيلًا لتكريمها من الدولة، صباح اليوم، وسط حضور مكثف من كبار المسؤولين، لتصبح نموذج ووسام تكريم وقدوة لكل زملائها في خدمة الوطن، ومثالاً يحتذى به.
تابعوا أخبار بلدنا اليوم على Google News
