مازال الفلسطينيون يعلنون صمودهم ودفاعهم عن أراضيهم المحتلة منذ سنوات، فرغم القرارات العجيبة التي يصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتحقيق امنيات الكيان الصهيوني، وتوطيد مكانتهم في المنطقة ، بين حين وأخر يحاول ترامب القضاء على ملف من الملفات العالقة التي تشغل العالم في القضية الفلسطينية، فكما أراد من قبل إزاحة قضية نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس عن طاولة المفاوضات، حاول مرة ثانية إزاحة ملف اللاجئين الفلسطنيين.
فعلى غرار قرار نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، الذي أعلنه الأمريكي ترامب، وتسبب في إثارة جدلاً واسعًا ونال غضب العديد من الدول العالمية والعربية، حاول ترامب بث روح الاشتباكات من جديد في المنطقة الفلسطينية، بقرار حول وقف دعم الولايات المتحدة الأمريكية، لمنظمة الولايات المتحدة لدعم وإغاثة اللاجئين الفلسطنيين "الأونروا"، الأمر الذي اثار غضب العديد من الشعب الفلسطيني ودفهم للخروج بمظاهرات مساء اليوم، ليعلنوا للجميع صمودهم ورفضهم على قرار الرئيس "المعتوه" كما يلقبونه مؤخرًا.
صمود الفلسطينيون
شهدت مدينة رام الله، مساء اليوم الثلاثاء، مظاهرات حاشدة شنها الشعب الفلسطيني، أمام مقر البيت الأمريكي ، ردًا على وقف الولايات المتحدة الأمريكية مساعداتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وكانت بداية التظاهرات بدعوة من الفصائل الفلسطينية تنديدا بقرار الولايات المتحدة الأمريكية التي أوقفت مبلغ 200 مليون دولار أمريكي كانت تساهم بها للأونروا، وهو يعد اكبر صحة في الدعم المقدم للمنظمة.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات خطوا عليها شعارات تحذر من المساس بوكالة "غوث" وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، التي تقدم خدماتها الإغاثية والصحية والغذائية والتعليمية لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس ومخيمات لبنان وسوريا والأردن.
وردد المشاركون هتافات تطالب المجتمع الدولي بإسناد الأونروا وتوفير الدعم لها أمام العجز المالي الذي تعانيه والذي يقدر 214 مليون دولار، وهو ما سينعكس سلبا على أداء المنظمة الدولية التي تقدم الخدمات للاجئين، فيما أحرق متظاهرون أخرون أعلام الولايات المتحدة الأمريكية، وصور الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.
وحذر المتظاهرون من المحاولات الأمريكية لشطب حق العودة وإنهاء الأونروا التي ارتبط اسمها باسم اللاجئين الفلسطينيين لاسيما وأنها ولدت بعد نكبة عام 1948.
وعلى جانب أخر قال عضو المكتب السياسي في حزب الشعب الفلسطيني عصام بكر في تصريحات لوكالة "سبوتنيك الروسية": " نقف اليوم أمام البيت الأمريكي تنديدا بقرار الولايات المتحدة الأمريكية التي تستهدف الأونروا عبر الابتزاز المالي الذي لحق بالابتزاز السياسي لتمرير صفقة القرن التي سنتصدى لها بكل قوة".
وأضاف بكر: "هذه الأعمال الأمريكية إنما تؤكد على تنفيذها لمخططات الاحتلال الإسرائيلي الساعي لإلغاء حق العودة عبر تدمير الأونروا التي تساهم في المساعدة بتوفير الخدمات للاجئين الفلسطينيين".
وتابع: "رسالتنا اليوم لترامب وتل أبيب بأن الأونروا ستبقى صامدة وشامخة وحق العودة لن يسقط بالتقادم".
وعلى جانب أخر، أدان مجلس الوزراء الفلسطيني، خلال جلسته الأسبوعية التي عقدها، الثلاثاء، بمدينة رام الله، برئاسة رامي الحمد الله، قرار ترامب، حول منظمة "الأونروا".
وذكرت وكالة "وفا" الفلسطينية، أن المجلس أكد أن هذا القرار يكشف زيف الادعاءات الأمريكية بالحرص على الأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة، الذى يشكل اللاجئون أغلبية سكانه، فهذا القرار يأتي في إطار الابتزاز السياسي والضغط على القيادة الفلسطينية، لتمرير ما يسمى "صفقة القرن".
واستنكر المجلس تصريحات رئيس بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس "نير بركات"، التي أكد فيها عزمه تقديم خطة في القريب العاجل لوقف أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" في القدس المحتلة، وإغلاق جميع مؤسساتها بما في ذلك المدارس والعيادات الصحية ومراكز الخدمات.