«مفاوضات انتهت قبل بدءها».. من يتحمل انهيار محادثات جنيف؟

الاحد 09 سبتمبر 2018 | 06:54 مساءً
كتب : محمود صلاح

حربًا دامية، وصراعات دامت أكثر من ثلاث سنوات، تشهدها الأراضي اليمنية، بين ميليشات الحوثيين، والقوات اليمنية الموالية للحكومة، حتى تصاعدت الاشتباكات بينهما وتسعت بتدخل الرياض على رأس التحالف العربي منذ مارس 2015، لدعم  القوات المعترف بها دوليًا في اليمن، ولكن بعد أن سيطر الحوثيون على مناطق واسعة من البلاد بينها العاصمة صنعاء، حاول المبعوث الأممي تحسين الأمور بين أطراف الصراع.

 

احتضنت المدينة السويسرية "جنيف" اجتماعًا برعاية الأمم المتحدة يقوده المبعوث الأممي في اليمن، مارتن جريفيث، بين أطراف الصراع اليمني، لتحسين الأمور بينهما ووضع حدًا للصراعات المستمرة، وبالفعل حضر الرئيس اليمني، عبد ربة هادي منصور، والمبعوث الأممي الذي يقود المفاوضات، وتغيبت جماعة أنصار الله "الحوثيين" عن المشهد تمامًا لمدة ثلاث أيام حتى الآن، لأسباب كثيرة كما زعموا، وذلك تسبب في إنهيار المشاورات وإظهار فشلها بين الجانبين.

 

المبعوث الأممي

بعد انتظار وفد الحوثيين ثلاث ايام متواصلة، لحضور المفاوضات في جنيف، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن "مارتن جريفيث" مساء أمس، فشل مفاوضات جنيف بسبب عدم حضور وفد الحوثيين، والذين تذرعوا بعدم الحصول على ضمانات كافية وتحديدًا لعودتهم إلى صنعاء عقب انتهاء المشاورات، ولم يحدد جريفيث موعدًا لعقد اجتماعات أخرى لاحقا بين طرفي النزاع في اليمن.

 

واعترف مبعوث المنظمة الأممية بأنه لم يكن من الممكن إقناع وفد الحوثيين بالقدوم إلى جنيف، موضحًا خلال المؤتمر الصحفي بجنيف "لم نتمكن من إقناع وفد صنعاء بالقدوم إلى هنا، لم ننجح بذلك بكل بساطة"، مضيفًا: أنه "لا يزال من المبكر جدًا القول متى ستعقد المشاورات المقبلة".

 

وقال جريفيث، في مؤتمر صحفي منفصل قبل مغادرة جنيف "إذا كانوا يريدون السلام فليأتوا، لنتواجه وجها لوجه... ولكن ينبغي أن يكون هناك جهد يشجع وصولا لإجراءات بناء ثقة".

 

وانتقد اليماني جريفيث، الذي يقوم بدور الوساطة منذ فبراير، وقال "ننتظر من الأمم المتحدة أن تكون أكثر حزما في جلب الطرف الانقلابي إلى طاولة المشاورات".

 

الحوثيون

وبحسب تصريحات المبعوث الأممي، أن الحوثيين هما السبب الأول في إنهيار المفاوضات، ولكن أنصار الله لم يعترفوا بهذه الأقوال حيث أعلن تلفزيون "المسيرة" التابع لجماعة "أنصار الله" الحوثيين أن عبد الملك الحوثي، أعلن انهيار محادثات الأمم المتحدة، لأن التحالف بقيادة السعودية عرقل سفر وفد الحوثيين.

 

واتهم الحوثي، قوات التحالف العربي، التي تقودها السعودية، بإفشال المشاروات في جنيف، وذلك بسبب عرقلتهم لسفر الوفد إلى المدينة السويسرية على طائرة محايدة.

 

وقال الحوثي خلال كلمة مساء أمس السبت، إن "اتجاه تحالف العدوان لإفشال هذه المشاورات كان بنية مسبقة لأنها ليست جادة في الوصول إلى حل سلمي ومنصف وعادل".

 

وأضاف الحوثي "الوفد الوطني كان المطلوب أن يحظى بحقه في النقل الأمن عن طيران دولة محايدة وضمانة دولة محايدة، كعمان التي ليست شريكة في العدوان ودولة شقيقة، وقلنا إنه لا مانع أن تكون هذه الدول الصين أو روسيا أو الكويت، لكن دول التحالف أصرت أن يكون سفر الوفد محفوفا بالمخاطر".   

 

التحالف العربي

دخل التحالف العربي في دائرة الاشتباه في انهيار المشاروات التي تحتضنها جنيف، بسبب التصريحات التي ينطق بها زعيم الحوثيين، "عبد الملك الحوثي" حول أن قوات التحالف منعت إصدار تصريح لطائرتها التي من المقرر كانت تتجه إلى جنيف، وأنها التي تعرقل حركة السلام التي يسعى لاتمامها المبعوث الأممي.

 

وعلى الجانب الأخر عقب تصريحات الحوثي، علق العقيد تركى المالكى المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية فى اليمن في تصريحات لـ"سكاى نيوز" الفضائية، أن ميليشيات الحوثي تتبع النهج الإيراني في عدم الجدية بأي محادثات، مؤكدًا أن التحالف أعطى تصريح لطائرة ميليشيات الحوثي المتوجهة إلى محادثات جنيف، وليس العكس، فضلاعن تقديم كافة التسهيلات من أجل تسهيل الحوار بين الأطراف اليمنية.

 

وأوضح المالكي أن ما أعلنه الحوثيون بأن قيادة القوات المشتركة للتحالف لم تمنح الوفد الحوثي التصريح لمغادرة طائرتهم، "غير صحيح، وهي محاولة من ميليشيات الحوثي لخلق فرصة لعدم المشاركة" مضيفًا: أن ميليشيات الحوثي قدمت شروطا للأمم المتحدة أو المبعوث الخاص للأمين العام مارتن جريفيث، وهذا دليل على عدم الجدية والتعنت واختلاق الأعذار.

ومن المفترض أن المحادثات في جنيف كانت تبدأ يوم الخميس الماضي، لكن وفد الحوثيين لم يتمكن من مغادرة صنعاء، ما دفع موفد الأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيث إلى تأجيل المشاورات التي كان من المفترض أن تبدأ الجمعة، ولكن لم يتمكنوا من عقد الاجتماعات حتى الآن، ما يجعل تساؤلات كثيرة تتردد في الأذهان، حول من السبب في إنهيار مشاروات جنيف؟.

 

موضوعات متعلقة 

جنيف تحتضن الأزمة اليمنية.. والحوثيون يعرقلون المفاوضات

إدلب.. المصير المعلق بين القمة الثلاثية ومجلس الأمن

اقرأ أيضا