حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من تنامي الكراهية ضد اليهود في ألمانيا، مطالبة التصدي بحسم ضد أوجه العنصرية ومعاداة الأجانب والإقصاء.
وقالت ميركل اليوم الجمعة في برلين خلال إحياء الذكرى السنوية الثمانين لـ"ليلة البلور"، التي هاجم فيها نازيون منازل ومنشآت يهودية: "يوجد في ألمانيا مجددا حياة يهودية مزدهرة، لكننا نشهد في الوقت نفسه معاداة للسامية مثيرة للقلق ومهددة للحياة اليهودية في بلدنا ومناطق أخرى آمنة في العالم".
وذكرت ميركل أن معاداة السامية تظهر على نحو متزايد بوضوح على هيئة تحريض لا رادع له أحيانا على الإنترنت، وفي المجال العام أيضا، وقالت: "للأسف تعودنا تقريبا على حراسة الشرطة لكل منشأة يهودية أو ضرورة توفير حماية خاصة لها، لكننا نفزع من الهجوم على أفراد يرتدون كيباه (قلنسوة اليهود)، ونقف مذهولين أمام الهجوم اليميني المتطرف على مطعم يهودي في أغسطس الماضي في كمنيتس".
وأشارت ميركل إلى أن هذا الشكل من الجرائم المعادية للسامية يثير "ذكريات سيئة ببداية ملاحقة اليهود في ثلاثينيات القرن الماضي".
وذكرت ميركل أن الجميع مطالب بالدفاع عن القيم الأساسية للدستور الألماني، وقالت: "يتعين على الدولة أن تتصدى بحسم وإصرار للإهانة والإقصاء ومعاداة السامية والعنصرية والتطرف اليميني... وعلى الدولة أيضا أن تتصرف بحسم عندما يصدر من أشخاص منحدرين من أصول دينية وثقافية أخرى في بلدنا ممارسات كراهية ضد اليهود وإسرائيل سواء كانت لفظية وغير لفظية".
وبجانب ميركل، يشارك في مراسم إحياء ذكرى ليلة البلور، المقامة في المعبد اليهودي بشارع "ريكشتراسه" في برلين، الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير ورئيس البرلمان فولفجانج شويبله.
ويعود اسم ليلة البلور إلى الليلة التي أطلق فيها النظام النازي حملة تعقب ضد اليهود سكانا وأصحاب أعمال في كل أنحاء البلاد في التاسع من تشرين نوفمبر عام 1938، ويرمز هذا الاسم إلى حطام الزجاج الذي كان موجودا في الشوارع إثر تحطيم ممتلكات لليهود في تلك الليلة.
ويقدر مؤرخون عدد القتلى في هذا اليوم بنحو 1300 قتيل، بينما تحدث النظام النازي آنذاك عن مقتل 91 شخصا.
وتعتبر هذه الليلة بداية الملاحقة الممنهجة لليهود في ألمانيا إبان الحقبة النازية.