بعد 48 ساعة فقط.. مصر تثأر لشهداء الأنبا صموئيل بمقتل 19 إرهابيًا

الاحد 04 نوفمبر 2018 | 01:20 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

ارتوت الأرض بدماء طاهرة، أرواح بريئة قتلتها يدُ الغدرِ بلا ذنب، رصاص إرهاب غاشم انطلق ليستقر في قلب طفل صغير، بيوت اتشحت بالسواد ليلة بكت فيها المحروسة بالكامل، لا فرق بين مسلم ومسيحي، الجميع سواسية في مواجهة رصاص الإرهاب، عائدين من تعميد طفل ليبدأ حياته، فودّعوا آخرين إلى الحياة الأخرى.

 

أمام النعوش تجمعوا عيونّا باكية، وصرخات دوت القلوب، آهات أم فقدت فلذة كبدها وأب رحل سنده عن الحياة، الفاجعة كبيرة والحادث جلل، ولن يهدأ قلوب هؤلاء سوى الثأر، رفعت منازل المحروسة بالكامل الحِداد على أرواح شهداء حادث المنيا الأليم، 6 أبرياء عُزّل سلاحهم الوحيد كان الإيمان قتلوا غدرًا على يد مَن لا دين لهم وسلاحهم الرصاص.

 

وقف الكاهن أمس، أمام النعوش يعزي أسر الضحايا في فقيدهم، مطالبّا بالثأر ولا غيره، لن يكون هناك عزاء ولن ترتاح أرواح الشهداء إلّا بعد الثأر من قاتليهم، ولم يتوقع أحد بعد هذا الحديث الذي دَوى صداه في أرجاء الكنيسة، أن يأتي الانتقام الإلهي بتلك السرعة، وأن تثأر قوات الأمن من قتلة ومنفذي مذبحة دير الأنبا صموئيل بتلك السرعة.

 

وأثناء التشييع، تدفقت الحشود من داخل الكنيسة وسط صراخ ونحيب وصلوات برفقة 6 نعوش بيضاء.

 

الداخلية تعلن الثأر

 

اليوم، وفي خلال 48 ساعة فقط، أعلنت وزارة الداخلية المصرية، مقتل 19 "إرهابيًا" متورطين في الهجوم على الأقباط بمحافظة المنيا، يوم الجمعة الماضي، الذي قتل خلاله 7 أشخاص.

 

وقالت الوزارة إن الإرهابيين قتلوا أثناء اشتباك مع قوات الشرطة، بحسب ما أعلنته في بيان لها اليوم الأحد؛ حيث تمت مداهمة وكر إرهابي، وأسفر عن الاشتباكات مصرع 19 من العناصر الإرهابية، وبحوزتهم أسلحة نارية، وكمية من الطلقات، وبعض الأوراق التنظيمية.

 

البداية كانت عندما كشفت معلومات قطاع الأمن الوطنى عن تمركز مجموعة من العناصر الإرهابية الهاربة من الملاحقات الأمنية، وهم من عناصر الخلية المنفذة للحادث، بإحدى المنطاق الجبلية بالظهير الصحرواى الغربى لمحافظة المنيا، واتخاذها مأوى لهم بعيدًا عن الرصد الأمني.

 

وعلى الفور تمت مداهمة المنطقة وحال اتخاذ إجراءات حصار المنطقة قامت العناصر الإرهابية بإطلاق النيران تجاه القوات، مما دفعها للتعامل مع مصدر النيران، وعقب انتهاء المواجهة القتالية تبيّن أنها أسفرت عن مقتل 19 من العناصر الإرهابية "جارٍ تحديدهم"، كما عثر بحوزتم على 4 بنادق آلية، 2 بندقية آلية fn، 3 بندقية خرطوش، 4 طبنجات، كمية من الطلقات مختلفة الأعيرة، وسائل إعاشة، بعض الأوراق التنظيمية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتتولى نيابة أمن الدولة العليا التحقيق.

 

يذكر أنّ مسلحين شنّوا هجومًا على حافلتين تضم أقباطًا وهم في طريق عودتهم من تعميد طفل في دير، بمحافظة المنيا، جنوبي القاهرة.

 

وفتح المسلحون النار على حافلتين قرب دير الأنبا صموئيل المعترف في المنيا، فقتلوا 7 أشخاص بينهم 6 من أسرة واحدة وأصابوا 17 آخرين بينهم أطفال، فيما أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم.

 

ونعى الرئيس عبدالفتاح السيسي الضحايا، وقال إنهم شهداء وتعهد بمواصلة الحملة الأمنية على المتطرفين.

 

وقال الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا للمشيعين في كنيسة الأمير تادرس والدموع تنهمر على وجهه: "مزيج من اتجاهين من المشاعر يسيطران على وجدان الأقباط. الفخر بالاستشهاد والحزن لتكرار وقائع مؤلمة والألم لكون الأقباط من أبناء الوطن وجزءًا من نسيجه المتلاحم".

 

اقرأ أيضا