هل تساءلت في إحدى المرات إذا ما كان هناك فرق بين الرؤية والحلم، هل تعلم أن هناك ملك من الله سبحانه وتعالى يكون خلق الرؤى في حضرته، وفي المقابل تكون الأحلام من الشيطان؟
تختلف الرؤية عن الحلم وفقًا لما بينه علماء التعبير والتأويل فقد قال ابن منظور رحمه الله فى لسان العرب: الرؤيا و الحلم عبارة عما يراه النائم فى نومه من الأشياء ولكن غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير والشئ الحسن وغلب الحلم على ما يراه من الشر و الشئ القبيح ومنه قوله عزوجل ( أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ ) ويستخدم كل منهما موضع الاخر.
و يفرق العلماء بين الرؤيا والحلم بقول النبى صلى الله عليه و سلم : ( الرؤيا من الله و الحلم من الشيطان ) والمقصود بالتفريق نسبة الخير لله و الشر للشيطان كما فى الرواية الاخرى ( إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنها من الله و إذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هى من الشيطان) و قال عيس بن دينار : الرؤيا ما يتأول على الخير مما يسر به و الحلم هو الأمر الفظيع المجهول يريه الشيطان للمؤمن ليحزنه ويكدر عيشه.
والحلم عند العرب يستعمل أستعمال الرؤيا و التفريق بينهما من الاصطلاحات الشرعية التى لم يعطها بليغ ولم يهتد اليها حكيم بل سنها صاحب الشرع للفصل بين الحق و الباطل كأنه كره أن يسمى ما كان من الله وما كان من الشيطان باسم واحد.
الفرق بين الرؤيا والحلم عن أبي قتادة رضي الله عنه قال : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ وَالْحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلُمًا يَخَافُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا فَإِنَّهَا لا تَضُرُّهُ ) رواه البخاري.
و الرؤيا : تكون واضحة المعالم ليس فيها تخليط ، و تكون إما تبشيراً للمؤمن حتى يقوى رجاؤه ويحسن الظن بالله كما قال تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) 63 : 64 يونس.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له ) . وإما تكون تحذيراً من خطر ينتظره حتى يتهيأ له ويحذره.
والرؤيا الصالحة أضيفت إلى الله وتكون بواسطة ملك الرؤيا وتخلق أيضاً بحضرة الملك وهي من فضل الله ورحمته على العباد ولذا فهي دائماً يصحبها انشراح في الصدر وزيادة الإيمان. * و الحُلم : هو ما أضيف الى الشيطان وخلق بحضرة الشيطان وأضيف إليه لانه هو الذي يخيل به ولا حقيقة له في نفس الأمر. والحلم من وساوس الشيطان. ويكون غير محدد المعالم وفيه الترويع والتخويف والتحزين وقد يؤدى إلى الفتنة والخديعة والغيرة دون التحذير من الذنوب وغالباً ما يضيق الصدر منه. والحلم غالباً يكون أول الليل لأنه وقت انتشار الشياطين.