بعد اكتشاف تابوت الإسكندرية.. العالم ينتظر الإسكندر الأكبر

الخميس 19 يوليو 2018 | 06:36 صباحاً
كتب : مصطفى محمود

اكتشف العلماء مؤخرا أكبر تابوت أثري نادر يبلغ ارتفاعه نحو 185 سم وطوله أكبر بقليل من المترين في حين أن عرضه يبلغ 165 سم.. وانشغلت الصحف الأجنبية، خلال الأيام الماضية، بتابوت يقال إنه ملعون وبمجرد فتحه سيحل الظلام على العالم لمدة 1000 عام.

فقبل أسبوعين من الآن، تقريبا، أعلنت وزارة الأثار المصرية عن العثور على مقبرة أثرية أثناء أعمال حفر مجسات بأرض أحد المواطنين بمنطقة سيدي جابر في الإسكندرية، وأنها ترجع للعصر البطلمي.

وعثر على هذا التابوت بالمصادفة أثناء عملية حفر روتينية لموقع بناء جديد في أحد مواقع البناء بمنطقة سيدي جابر في مدينة الأسكندرية على عمق خمسة أمتار تحت الأرض.. فقد تساءل البعض من العلماء عما إذا كان هذا الضريح الأسطوري يحتوي على جسد الإسكندر الأكبر المفقود منذ زمن طويل أم لا؟!!

وتستعرض "بلدنا اليوم" في التقرير التالي آراء الجهات المعنية بذلك الأمر؛ لمعرفة الحقائق الواضحة حول ذلك التابوت العجيب الذي من الممكن أن يعيد للآمال مرة أخرى لإمكانية العثور على مقبرة الإسكندر الأكبر.

 

إجراءات الاستخراج

قال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن الآثار شغلت العالم بالاكتشافات والافتتاحات في السنوات القليلة الماضية، وصار الجميع يتحدث عن الاكتشافات الجديدة، وسر التحنيط وكشف سر التحنيط، والتوابيت الجديدة.

وأضاف وزيري، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج على مسئوليتي، المذاع على فضائية صدى البلد، تقديم الإعلامي أحمد موسى، أنه منذ صباح الغد سيتوجه إلى الإسكندرية، لإلقاء نظرة على الطبيعة، والإعلان عن الإجراءات التي سيتم اتخاذها، برفع التابوت كله أو رفع الغطاء فقط، أي يتم رفعه على قطعتين، على أساس أن الوزن الخاص به حوالي 30 طن، وهذا الوزن ثقيل جدا داخل «حفرة ضيقة» خمسة أمتار تحت الأرض.

وأكد أنه أثناء حفر الأساس لمبنى، بدأ ظهور شيئا أسودا، وهو ما دفع مفتش الآثار لوقف الحفر، بسبب شبهة وجود أشياء مختلفة في التربة، وبالفعل تم الوقف، وبدأ العمل اليدوي، وظهر بداية جرانيت، وتم إرسال بقية الزملاء من المنقبين الآثريين، وقاموا برفع الريجيل حول التابوت، وبعد رفع هذا الريجيل اتسعت الحفر، فأصبح من السهل إلى حدٍ ما القيام بعملية الرفع.

العالم ينتظر الإسكندر الأكبر

زاهي حواس، العالم الأثري الكبير، علق بأن العالم كله يتمنى الكشف عن مقبرة الإسكندر الأكبر، مشيرًا إلى أن أي شئ يتم اكتشافه في الإسكندرية، فإن القول الأول يكون دائما بأن هذا الاكتشاف للإسكندر الأكبر.

وأضاف حواس، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «على مسئوليتي»، المذاع على فضائية «صدى البلد»، تقديم الإعلامي «أحمد موسى»، أن أول واحد استطاع الحصول على ملايين الدولارات كان اسمه استيليو يعمل نادلا في الإسكندرية، كان يقوم بالعديد من الحفريات، وعندما كان طالبا كان يذهب ليرى الحفريات الخاصة به، إلا أنه كانت تتناثر الأقاويل حول حقيقة وجود مكان الإسكندر، فمنها ما يرى أنه في مقر النبي دانيال، والآخر يرون أن الإسكندر موجود في مقابر اللاتين في الشاطبي.

وتابع: «هذا التابوت هو  الآخر، خلق انطباعًا لدى الناس بأنه لا يمكن أن يكون سوى للقائد العظيم الإسكندر الأكبر، والذي تتمنى الناس اكتشافه».

وأشار حواس، إلى أن جميع مقابر الإسكندرية تم اكتشافها بالمصادفة، ففي كوم الشوقافة تمكن أحدهم وهو كان راكبًا حماره من اكتشاف آثار كوم الشوقافة هناك، فمن المؤكد أن مقبرة الإسكندر الأكبر في الإسكندرية.

 

التابوت ليس للإسكندر

وأكد حواس أن التابوت الذي تم اكتشافه لا يمكن أن يكون للإسكندر الأكبر، فقد تم اكتشافه في سيدي جابر، وسيدي جابر ليست المنطقة الملكية إطلاقا، حتى أن هذا التابوت لو كان للإسكندر الأكبر أو أي ملك بطلمي أو روماني فيجب أن يوجد عليه نقوش، وهذا التابوت خالي من النقوش تماما.

لا يحمل صفات التابوت الملكي

واتفق معه عالم المصريات بسام الشماع، في أن التابوت لا يحمل صفات التابوت الملكي أو تابوت حاكم، لأن الغطاء الذي من الأعلى من المفترض أن توجد عليه أي نقوش للغة الهيلوغريفية أو الخرطوش الملكي للحاكم، أو بعض النصوص الدينية، ولكن من خلال الصور التي يتم عرضها، فليس هناك آثار لأ صور هيلوغريفية.

وأضاف الشماع البيئة التي فيها التابوت، ليست ثرية، فلو كانت تلك المقبرة للإسكندر الأكبر لكانت مقبرته فخمة، ولكن وفقا لما هو ظاهر الآن، فليس هناك جدايات أو نقوش لأرباب أسطورية إيزيس أو أوزوريس أو حورس، فهذه المناظر لا توجد، أو حتى الجدران، والمقبرة ليس لها شكل، أو سراديب متفرعة، أو أي دلالات منتظرة لمقبرة كبيرة حاكم العالم وليس مصر فقط، فهذا الرجل كان يحكم دولة حدودها من البرتغال غربا انتهاءً بالصين شرقا.

لعنة الفراعنة «أكذوبة»

كما رد الشماع، على الإدعاءات الخارجية القائلة إن فتح تابوت الإسكندرية، ستؤدي إلى حدوث ما يسمى بـ«لعنة الفراعنة» قائلا: «ليس هناك شئ يطلق عليه لعنة الفراعنة، لأن الأقدار بيد الله سبحانه وتعالى، كما أنه من السذاجة التصديق بأن انفصال الحجرين سوف يؤدي إلى لعنة».

وأشار إلى أن هذا عمل غربي هوليوودي بأفكار غريبة، فلو كان هناك لعنة لتم لعن دوجلاس بيري، فهذا الرجل قطع مؤمياء توت عنخ آمون، وقد استعان بسكاكين ساخنة لتقطيع المؤمياء إلى 15 قطعة من أجل استخلاص الذهب من الجثمان، وذلك بناءً على تعليمات من هاور كارتر، فإذا كانت هناك لعنة فراعنة، لكان هو أول المصابين بتلك اللعنة.

وذكر عالم المصريات، أن الحديث بأن مدينة الإسكندرية يخرج منها هذه الشعوذة، فمدينة الإسكندرية هي مدينة العلم، فهي المدينة التي صدرت العلم للعالم، وهي مدينة مكتبة الإسكندرية، ففيها 700 ألف لفافة، وكل لفافة بها ما بين 7 أو 8 مجلدات، فكيف تتحول الإسكندرية إلى شعوذة؟ بالإضافة إلى منارة الإسكندرية هي واحدة من عجائب الدنيا السبع، فالإسكندرية هي بلد الحضارات، وبلد الطب والفلك والهندسة والحساب.

اقرأ أيضا