في الإكوادور حتى الشجر يسافر.. أسطورة ”سوكراتيا”

الثلاثاء 03 يوليو 2018 | 05:14 مساءً
كتب : بلال همام

سافر أنت لست شجرة، تلك العبارة التي داعبت الكثيرين ممن يتوقون إلى 'هناك'، مهما كان ذلك الـ'هناك' مجهولا، تلك الجملة التي انتشرت بسرعة البرق عبر مواقع التواصل الإجتماعي تعود في الأصل إلى حكمة انجليزية تقول "اذا لم تكن تشعر بالراحة في مكانك غادر.. فأنت لست شجرة"، لذا فأنت يمكنك الاستعانة بتلك الحكمة في بلادنا أو في بلاد الغرب، ولكن إذا ساقتك رحلتك إلى أمريكا الجنوبية مثلا وبالتحديد الإكوادور فلن تستطيع استعمال الشجرة لإقناع أحدهم بالسفر أو تغيير مكانه، فهناك يعتقدون أن الأشجار حقا تتحرك.

 

«سوكراتيا إكسوريتزا» هي نوع من أشجار النخيل الذي ارتبطت قصته بأسطورة اعتاد مرشدو السياحة روايتها هناك، القصة تقول ببساطة أن بإمكان تلك الأشجار تغيير أماكنها، ولا نتحدث هنا عن انتقالات ضيقة بل سفر يتجاوز الـ 20 كيلو في السنة عن طريق تفرع جذور جديدة تختار بها الشجرة مكانا أفضل وتربة أجدد عبر الغابة، بخطوات بطيئة ولكنها مستمرة، أي أنه لو افترضنا أن تلك الشجرة تمت زراعتها في الجهة الشرقية للولايات المتحدة الأمريكية فستتمكن خلال أقل من 3 أشهر السفر إلى كندا.. فهل هذا حقيقي؟

وفقا لموقع "ناسا بالعربي" الذي قام بدراسة سريعة لبيان مدى صحة تلك الروايات، فهيكل الشجر الخارجي وفقًا لعالم الأحياء جيراردو آفالوس الذي قدم ورقة بحثية عام 2005، ينتج بالفعل جذور جديدة ولكنها مزروعة بشكل ثابت في نفس المكان ولا يمكنها بأي حال من الأحوال التنقل، ولكن البعض بمن فيهم السائحون يصدقون تلك الأسطورة نظرا للشكل الذي تظهر به هذه الجذور، حتى أنك تستطيع القول بأن ما تمتلكه تلك الشجرة سيقان حقيقية.

 

"آفالوس" صرح من قبل في إحدى المجلات العلمية "لايف ساينس" أن الاعتقاد المتداول في تلك المنطقة بقدرة جذور الشجرة على التحرك وتتبع الضوء مجرد خرافة يتم روايتها للسائحين في الغابة المطيرة بالإكوادور، ولكن الحقيقة ببساطة أن النظام الجذري الفريد لذلك النوع من الأشجار يختلف عن مثيله من الجذور المخفية تماما، حيث أن شجرة "سوكراتيا" تمتلك جهاز جذور علوي بدايته تجدها بالقرب من أسفل الجذوع.

بالرغم من أن قصة الشجر المسافر تلك تبدو مبهجة للغاية للسائحين في أمريكا الجنوبية، إلا أنها قد تصبح مصدر إحباط لهؤلاء ممن لا يمتلكون قدرة السفر، فبالرغم من أن الرواية مجرد خرافة غير حقيقية إلا أنه على الأقل تمتلك الشجرة "سوكراتيا إكسوريتزا" سجلّا حافل بقصص السفر تلك، فيما يكتفي البعض بنشر المقولة التي ربما سيتوجب عليهم تعديلها المرة المقبلة لتصبح.. سافر مثل "سوكراتيا" أنت لست شجرة عادية.

اقرأ أيضا