وصال دبلوماسي بين المغرب وكوبا

السبت 30 يونية 2018 | 03:45 صباحاً
كتب : آية محمد

قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع كوبا منذ عام 1980 خلال فترة حكم الراحلين، العاهل المغربي الحسن الثاني، والرئيس الكوبي فيديل كاسترو، بسبب الدعم الكبير الذي تقدمه كوبا لجبهة "البوليساريو".

 

وقد جاءت تلك القطيعة الدبلوماسية بين "الرباط" و"هافانا" لمدة 38 عامًا، بعد اعتراف زعيم كوبا السابق فيديل كاسترو بجبهة "البوليساريو" التي تنازع المغرب على إقليم الصحراء الغربية، ولا تزال كوبا إحدى الدول التي تعترف بـ«الجمهورية» التي تعلنها هذه الجبهة ولا تعترف بها الأمم المتحدة.

 

وقد أكدت وزارة الخارجية المغربية -في بيان سابق لها- أن قرار عودة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا "يندرج في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية من أجل دبلوماسية استباقية ومنفتحة على شركاء ومجالات جغرافية جديدة"، مشيرة إلى أن الملك أعطى تعليماته لفتح سفارة للمملكة المغربية في هافانا، وعلى إثر ذلك سلَّم السفير المغربي لدى جمهورية كوبا بو غالب العطار، مساء أمس الجمعة، أوراق اعتماده للرئيس الكوبي، ميجيل دياز كانيل.

 

ومع استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وجمهورية كوبا، يكون المغرب قد عبر مرحلة دبلوماسية جديدة ذات حمولة رمزية كبيرة، وهو ما يعكس أن المملكة لا تمتنع عن نهج أي سبيل حينما يتعلق الأمر بالدفاع عن المصالح الاستراتيجية للأمة، وترفض أن تكون رهينة لأية حسابات إيديولوجية تعود لعصور أخرى.

 

ويعكس استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وكوبا، الأمتان الكبيرتان اللتان طبعتا تاريخ منطقتيهما، وتميزتا بحضور متعدد الأبعاد على الساحة الدولية، الإرادة المعبر عنها على أعلى مستوى، من خلال الارتكاز على المثل النبيلة لتطوير علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها.

 

وعلى المستوى الدولي نجد أن الدبلوماسية المغربية المعروفة بتعدد مواضيعها، تمتد عبر نماذج ثلاثية ترتكز على حفظ السلام وتطوير التعاون، وكذا النهوض والدفاع عن القيم الكونية، وهي مقاربة مستلهمة من الاستثناء المغربي، الغني بحضارة منفتحة عريقة وقيم التسامح والوسطية، وهي جوانب متعددة تعبر عن نفسها من خلال استئناف العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية كوبا، وتتماشى مع الأهداف النبيلة للتعاون بين البلدين.