مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك، تنتشر بعض الأحاديث والروايات حول فضل الصلاة في آخر جمعة من الشهر، ومن بين هذه الروايات ما يُشاع عن وجود صلاة مخصوصة تكفر جميع الصلوات الفائتة للإنسان ولأسرته.
وفي هذا السياق، أصدرت دار الإفتاء المصرية توضيحًا بشأن هذه المسألة، مؤكدة عدم صحة هذه الرواية.
تكفير الصلوات الفائتة
وأوضحت دار الإفتاء أن الادعاء بأن أداء صلاة معينة في آخر جمعة من رمضان يمكن أن يعوض الصلوات الفائتة هو أمر غير صحيح، وليس له أي أصل في السنة النبوية، بل هو حديث مكذوب لا يجوز نشره أو الترويج له.
كما حذرت من تداول مثل هذه الروايات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، داعية إلى حذفها وإبلاغ الآخرين بعدم صحتها.
وأشارت الدار إلى أن هذه الرواية المختلقة تنص على أن من فاتته صلوات في حياته ولم يتمكن من حصرها، يمكنه تأديتها من خلال صلاة خاصة في آخر جمعة من رمضان، تتضمن أربع ركعات بقراءات محددة، مع نية تعويض جميع الصلوات الفائتة، بل وتكفير الذنوب عن أقاربه أيضًا، وأكدت أن هذه الرواية وضعها من يتجرأ على الافتراء على الدين الإسلامي.
وفيما يخص حكم قضاء الصلوات الفائتة، شددت دار الإفتاء على أن قضاء الصلاة واجب باتفاق الأئمة الأربعة، استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «اقْضُوا اللَّهَ، فَإِنَّ اللَّهَ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ» (رواه البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما).
كما استشهدت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَهَا، لا كَفَّارَةَ لَهَا إِلا ذَلِكَ» (متفق عليه عن أنس بن مالك رضي الله عنه).
وأكدت أن من ترك الصلاة عمدًا أو سهوًا عليه أن يتوب إلى الله ويبدأ في قضاء ما فاته، ويمكنه الجمع بين قضاء الفائتة وأداء الصلاة الحاضرة، بحيث يؤدي مع كل صلاة حاضرة مثلها من الفوائت حتى يستكمل ما عليه من ديون الصلاة.
كما نبهت دار الإفتاء إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد إلى أفضلية قضاء الفائتة مع مثيلتها من الصلاة المؤداة، مستشهدة بحديثه: «مَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ صَلَاةَ الْغَدَاةِ مِنْ غَدٍ صَالِحًا فَلْيَقْضِ مَعَهَا مِثْلَهَا» (رواه أبو داود عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه).
وفي الختام، أكدت دار الإفتاء أن قضاء الصلوات الفائتة أمر واجب شرعًا، وليس هناك أي صلاة تعوض عنها أو تكفرها، وأن الواجب على المسلم هو المبادرة إلى أداء الصلاة في وقتها، وإن فاته شيء منها فعليه قضاؤها والاستغفار، راجيًا عفو الله ورحمته.