يرى صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد الأمريكي يشهد تراجعًا ملحوظًا هذا العام، مع استمرار الرئيس دونالد ترامب في فرض تعريفات جمركية مشددة على شركاء تجاريين رئيسيين.
ومع ذلك، لا يتوقع الصندوق دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود في المستقبل القريب.
وقالت جولي كوزاك، المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي، خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس: "تشير البيانات الحالية إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي مقارنة بالوتيرة القوية التي شهدها عام 2024"، لكنها أكدت أن "الركود ليس جزءًا من توقعاتنا".
التعريفات الجمركية وتأثيرها على التجارة
من جانبه، يواصل ترامب سياسته التجارية الصارمة، حيث أطلق سلسلة من التهديدات بفرض رسوم جمركية جديدة، بعضها تم تطبيقه بالفعل على الصين وكندا والمكسيك.
ومن المقرر فرض المزيد من التعريفات الجمركية في 2 أبريل، مستهدفةً قطاعات مثل صناعة السيارات والمعادن الصناعية، بهدف دعم التصنيع المحلي وزيادة فرص التوظيف في الولايات المتحدة.
تباطؤ النمو وسط مخاوف المستهلكين والشركات
ووفقًا للبيانات المنقحة الصادرة يوم الخميس، نما الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.4% خلال الربع الرابع من العام الماضي، وهو معدل أسرع من التقديرات السابقة.
ومع ذلك، يتوقع خبراء الاقتصاد أن يشهد الاقتصاد الأمريكي تباطؤًا خلال عام 2025، مع تصاعد مخاوف المستهلكين والشركات من تداعيات الحرب التجارية التي يقودها ترامب.
وتشير استطلاعات الرأي إلى زيادة القلق بشأن المستقبل الاقتصادي، حيث انخفضت توقعات الأمريكيين المالية إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، وسط توقعات بارتفاع الأسعار نتيجة الرسوم الجمركية المفروضة.
تأثيرات محتملة على كندا والمكسيك
وأكدت كوزاك أن صندوق النقد الدولي يُجري حاليًا تقييمًا شاملاً لتأثير الإجراءات الجمركية على مختلف الدول والمناطق، مشيرة إلى أن كندا والمكسيك قد تواجهان "تأثيرًا سلبيًا كبيرًا" إذا استمرت هذه السياسات التجارية.
وكان الصندوق قد توقع في يناير أن يسجل الاقتصاد الأمريكي نموًا بنسبة 2.7% خلال عام 2025، مقارنة بـ 2.8% في عام 2024. ومن المقرر إصدار التوقعات الجديدة لآفاق الاقتصاد العالمي في 22 أبريل، والتي ستأخذ في الاعتبار تأثير التعريفات الجمركية والإجراءات الاقتصادية الأخيرة.