تحولت الألعاب النارية، التي اعتاد الأطفال والمراهقون استخدامها في شهر رمضان، من مجرد وسيلة للترفيه إلى مصدر للخطر والإزعاج، حيث سجلت الأيام الماضية عدة حوادث بسبب سوء استخدامها، ما دفع الخبراء والأسرة المصرية إلى دق ناقوس الخطر بشأن هذه الظاهرة.
وفي هذا السياق، شددت داليا الحزاوي، مؤسسة ائتلاف أولياء أمور مصر والخبيرة الأسرية، على ضرورة التصدي لهذه الممارسات غير المسؤولة، مطالبةً بتوعية الأطفال بالمخاطر الجسيمة التي قد تترتب عليها، سواء من حيث الإصابات الجسدية أو التسبب في أضرار للآخرين.
تحذيرات الخبراء ودور الأسرة
أكدت الحزاوي أن الألعاب النارية لم تعد تقتصر على إحداث الضوضاء والإزعاج، بل أصبحت سببًا رئيسيًا في وقوع إصابات وحروق خطيرة، لا تقتصر على مستخدميها فقط، بل تمتد لتطال المارة الذين قد يتعرضون للمفاجأة بهذه التصرفات غير المنضبطة.
وشددت على أن توجيه الأبناء إلى أنشطة رمضانية مفيدة، مثل التطوع، وقراءة القرآن، وصلاة التراويح، يعد بديلًا إيجابيًا يسهم في تنمية الوعي الديني والاجتماعي لديهم، بدلاً من الانشغال بألعاب خطرة قد تؤدي إلى كوارث.
حملة وزارة الأوقاف للتوعية
وفي إطار الجهود المبذولة للحد من هذه الظاهرة، أطلقت وزارة الأوقاف حملة توعوية تحت شعار «متعة زائفة.. وأضرار حقيقية»، بهدف توعية الأطفال والأهالي بمخاطر الألعاب النارية، خصوصًا خلال شهر رمضان المبارك.
وأوضحت الوزارة أن هناك ثلاثة مخاطر رئيسية للألعاب النارية، تتمثل في:
تهديد الحياة والإصابة بالحروق وفقدان البصر أو الأطراف: حيث تُسبب الألعاب النارية إصابات بالغة نتيجة انفجارها المفاجئ أو سوء استخدامها.
إزعاج الآخرين وانتهاك السكينة العامة
إذ يُعد الصوت العالي للألعاب النارية مصدر إزعاج للمرضى وكبار السن والأطفال، خاصة في أوقات الليل والراحة.
إهدار المال في غير محله: فبدلاً من إنفاق الأموال على هذه المواد الخطرة، يمكن توجيهها إلى أعمال خيرية تعود بالنفع على المجتمع.
دور المدارس والإعلام ودور العبادة
وشددت الحزاوي على أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب تكاتف الجهود بين الأسرة والمدرسة والإعلام ودور العبادة، مشيرةً إلى أن الدور الأكبر يقع على عاتق الأسرة، التي يجب أن تغرس في أبنائها الوعي بأخلاقيات شهر رمضان، التي تحث على عدم ترويع الآخرين أو إلحاق الضرر بهم، بالإضافة إلى ترشيد الإنفاق وعدم تبذير المال فيما لا ينفع.
والألعاب النارية، التي يراها البعض مصدرًا للبهجة، قد تتحول في لحظة إلى سبب للحزن والألم، لذا فإن التصدي لهذه الظاهرة بات ضرورة ملحة لحماية الأطفال والمجتمع من المخاطر المترتبة عليها.
وبينما تلعب الحملات التوعوية دورًا مهمًا، فإن الدور الأكبر يقع على الأسرة في توجيه أبنائها نحو أنشطة بديلة مفيدة تتماشى مع روحانيات الشهر الفضيل، بعيدًا عن أي ممارسات قد تضر بهم أو بالآخرين.