اتهم رئيس دولة بنما "خوسيه مولينو"، اليوم الأربعاء، الرئيس الأمريكي "ترامب" بالكذب والخداع بشأن تصريحاته أمس الثلاثاء, أمام الكونجرس، والتي إدعى فيها أن الإدارة الأمريكية حققت هدفها وبسطت سيطرتها أخيراً على قناة بنـما. وأكد "مولينو" أن بلاده هي الوحيدة التي تسيطر على القناة.
مولينو: لا ننوي إعادة القناة للأمريكيين
ورداً على ترامب, كتب "مولينو" بحسابه على موقع "إكس" قائلاً: " ها هو الرئيس "دونالد ترامب" يكذب ثانيةً, لا ننوي إعادة قناة بنما للأمريكيين، ولم نتطرق لهذه المسألة في أي محادثات ثنائية". مؤكداً أن عمليات القناة لا تخضع لأي نفوذ أجنبي، ومشدداً على رفض بلاده لأي محاولة أمريكية للتدخل في سيادة بنما على أراضيها.
وأضاف "مولينو" أن التعاون بين حكومة بلاده والولايات المتحدة الأمريكية يستند على تفاهمات واضحة بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، ولا علاقة لذلك بأي محاولة أمريكية للسيطرة على القناة.
صفقة استحواذ أمريكية؟
وتأتي هذه التصريحات عقب إتمام صفقة تجارية أعلنتها شركة "CK Hutchison" الصينية القابضة، والتي وافقت على بيع موانئها في قناة بنما إلى تحالف شركات أمريكية تقوده شركة "بلاك روك" الشهيرة لإدارة الاستثمارات، في صفقة بلغت قيمتها 23 مليار دولار. ورغم وصف ترامب للصفقة بأنها خطوة لاستعادة النفوذ الأمريكي في القناة، إلا أن حكومة بنما أكدت أن الصفقة تجارية بحتة، ولا تمس سيادة بنما على الممر المائي الإستراتيجي.
كما أكد "مولينو" أن سيادة بنما على القناة ليس محل نقاش أو تفاوض، وأن بلاده لن تسمح لأي دولة وخاصةً الولايات المتحدة، بالتأثير على إدارتها. مشدداً أهمية استناد العلاقات بين بنما وواشنطن إلى الاحترام المتبادل، وليس إلى محاولات فرض الهيمنة.
النفوذ الصيني في القناة
ومنذ بداية ولايته الثانية يناير الماضي, صرح "ترامب" مراراً بضرورة إنهاء النفوذ الصيني على قناة بنما حسب وصفه، مشيراً للسيطرة الصينية غير المباشرة على عمليات الممر المائي الهام من خلال استثماراتها الواسعة في الموانئ والمشاريع اللوجستية, لكن حكومة بنما نفت بشكل متكرر أي تدخل للصين في تشغيل القناة.
وتعد قناة بنما أحد أهم الممرات البحرية في العالم، حيث تمر من خلالها 5% من إجمالي التجارة العالمية و 40% من ناقلات الحاويات الأمريكية، ما يجعلها ذات أهمية إستراتيجية كبرى لكل من الولايات المتحدة والصين.



