السودان بين الوحدة والانقسام: هل تعرقل الخلافات السياسية جهود التسوية؟ (خاص)

الاحد 02 مارس 2025 | 12:43 مساءً
كتب : بسمة هاني

في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، قال الدكتور رامي زهدي، خبير الشؤون الإفريقية ونائب رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات، إن الانقسامات المتعمقة داخل القوى السياسية السودانية تُشكّل تحديًا كبيرًا أمام إيجاد حل شامل للأزمة الراهنة في البلاد.

أولًا: تعميق الانقسامات وتأثيرها على النزاع

أشار الدكتور زهدي إلى أن الساحة السودانية تعيش حالة من الاضطراب السياسي المعقد، حيث تتداخل الخلافات بين التيارات المدنية والعسكرية مع الصراع الميداني القائم، مما يُضعف جهود التفاوض السياسي.

وأكد أن غياب رؤية موحدة يؤدي إلى تشرذم المبادرات والاتجاهات التفاوضية، مما يجعل أي محاولة وساطة تواجه حواجز كبيرة نتيجة عدم التوافق الداخلي.

وأوضح أن الأطراف المتنازعة تتعامل مع التسويات وفق منطق المصالح الضيقة، مما يعوق الوصول إلى حل دائم ومستدام، ويزيد من تأجيج الأزمة الإنسانية.

ثانيًا: تعقيد جهود التسوية السياسية

لفت الدكتور زهدي إلى أن الانقسامات السياسية، بناءً على التجارب السابقة في السودان ودول أفريقية أخرى، غالبًا ما تؤدي إلى تعطيل عمليات السلام وإطالة أمد الفوضى.

وأكد أن غياب قيادة سياسية ذات شرعية موحدة، واستمرار حالة عدم الثقة بين المكونات السياسية، يشكلان من أكبر العقبات أمام تحقيق تسوية شاملة.

وشدد كذلك على أن التدخلات الخارجية تُعزز الانقسامات بدلًا من معالجتها، حيث تدفع بعض القوى الإقليمية إلى التعامل مع أطراف محددة دون غيرها، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي.

ثالثًا: سبل تجاوز الانقسامات

أشار الدكتور زهدي إلى عدة مقترحات للتغلب على هذه الانقسامات والتوجه نحو توافق سياسي.

وأوضح ضرورة إيجاد مظلة وطنية جامعة تجمع جميع القوى السياسية تحت إطار يُعلي المصلحة الوطنية فوق الاعتبارات الضيقة.

وأكد على أهمية وقف التدخلات الخارجية السلبية، مشددًا على أن الحل يجب أن ينبع من الداخل، مع الاستفادة من الوساطات الإقليمية البنّاءة.

ولفت إلى ضرورة تعزيز المصالحة الوطنية من خلال مسارات حوار شاملة تضمن تمثيل كافة الأطراف دون استثناء.

مستقبل السودان بين الوحدة والانقسام

وأكد الدكتور رامي زهدي أن الانقسامات العميقة داخل القوى السياسية السودانية لا تُفضي إلا إلى استمرار الأزمة، حيث تُتيح الفرصة للأطراف المستفيدة من الفوضى داخليًا وخارجيًا.

وأشار إلى أن تجاوز الأزمة يتطلب إرادة سياسية حقيقية من جميع الأطراف للجلوس على طاولة الحوار دون شروط مسبقة، والعمل على بناء دولة مستقرة قائمة على شراكة وطنية حقيقية.

وأوضح أن مصر، بحكم علاقتها التاريخية والاستراتيجية مع السودان، تدرك خطورة هذه الانقسامات، وتعمل على دعم جهود الوساطة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة.

وأكد زهدي أن استمرار الفشل في تحقيق توافق سياسي قد يؤدي إلى سيناريوهات خطيرة تهدد وحدة السودان واستقراره، وقد تنتهي إلى تقسيم الدولة وتسليم مواردها وثرواتها إلى قوى دولية طامعة.

ويرى الدكتور رامي زهدي أن الحل الحقيقي يكمن في تجاوز الانقسامات الداخلية وتوحيد الصفوف لتحقيق سلام دائم ومستقبل مشرق للسودان.

اقرأ أيضا