في ظل التوجه الأوروبي والعالمي لدعم مرحلة التعافي التي تشهدها سوريا الجديدة بعد سقوط نظام الأسد، وتولى أحمد الشرع رئاسة البلاد وتكوين حكومة انتقالية جديدة، وافقت دول الاتحاد الأوروبي اليوم الإثنين, خلال اجتماع أوروبي موسع عقد في "بروكسل"، على تعليق مجموعة من العقوبات القاسية المفروضة سابقا على سوريا بما يشمل تلك المرتبطة بالطاقة والنقل والإنشاءات.
وأعلن الاتحاد الأوروبي في بيان رسمي، اليوم الاثنين, رفع كافة العقوبات التي فرضت منذ أعوام على قطاعي الطاقة والنقل في سوريا الجديدة، بالإضافة الى أربعة بنوك سورية، وكذلك شركة الخطوط الجوية السورية.
وكانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، قد أوضحت في وقت سابق اليوم، أن الاتحاد الأوروبي سيرفع بعض العقوبات الاقتصادية عن دمشق اليوم, وقالت في تصريحات صحفية: "سنرفع العقوبات عن الطاقة والنقل المواصلات والمصارف السورية خلال اجتماع اليوم".
النفط والمصارف والمواصلات
يأتى ذلك في ظل سعى أوروبا إلى مساعدة الإدارة السورية الجديدة اقتصاديا من خلال رفع الحظر على المعاملات المصرفية والمالية المتصلة بإعادة الإعمار في سوريا التي مزقتها الحرب على مدار السنوات الـ 14 الماضية، فيما كشفت مصادر أوروبية رفيعة المستوى أن القرار يهدف إلى دعم مسار دخول البلاد في مرحلة الانتقال السياسي، وفقاً لـ"العربية".
ومن المقرر أن يدخل القرار الأوروبي حيز التنفيد بمجرد صدوره في الجريدة الرسمية الأوروبية صباح غد الثلاثاء.
فتح قنوات التواصل مع دمشق
ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، بدأ الاتحاد الأوروبي بإعادة فتح قنوات التواصل مع العاصمة السورية دمشق، والإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، مع وضع شروط لرفع العقوبات بشكل كامل عن البلاد، على رأسها تشكيل حكومة جامعة لكافة أطياف المجتمع السوري، وتحقيق الانتقال السياسي ومحاسبة المتورطين في جرائم الحرب.
يٌذكر أن سوريا كانت تعاني من أزمات اقتصادية حادة منذ سنوات تحت ضغط العقوبات الأوروبية والأمريكية التي فرضت عليها خلال عهد الأسد البائد، وذلك جراء الانتهاكات الإنسانية العديدة والتي لا يصعب حصرها والتي وقعت ضد المدنيين خلال "الانتفاضة" التي واجها الجيش السوري بالقـ مع والعـ نف والقـ تل بدءًا من 2011.
دعم الإدارة السورية الجديدة بقيادة الشرع
وخلال اجتماع اليوم، أكد الاتحاد الأوروربي أنه يسعى لاتخاذ خطوات جادة لمساعدة الشعب السوري في إعادة بناء الدولة في مرحلة التعافي التي تشهدها سوريا, متعهداً بدعم الإدارة السورية الجديدة، بقيادة أحمد الشرع، حتى يتم تحقيق أهداف الانتفاضة وبدء إعادة الإعمار وعودة الأمور لطبيعيها على أراضي سوريا.
أوروبا تدعو المجتمع الدولي لدعم سوريا
وأوضحت دول الاتحاد الأوروربي اليوم، أنهم بصدد خلق علاقات جديدة قوية مع الإدارة السورية الجديدة ورفع باقي العقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا منذ سنوات, كما دعت المجتمع الدولي لأن يٌوحد كلمته لدعم الصالح العام للدولة السورية، حيث يتم رفع العقوبات المفروضة على سوريا بشكل نهائي في جميع المجالات ودعت كذلك الى تعميق العلاقات الدولية مع الإدارة السورية الجديدة.