في إطار اتفاق هش لوقف إطلاق النار مضى عليه ثلاثة أسابيع، أفرجت حماس عن ثلاثة رهائن إسرائيليين، بينما أطلقت إسرائيل سراح 183 سجينًا فلسطينيًا, غير أن المشهد الذي ظهر به الإسرائيليون الثلاثة، وقد بدا عليهم الهزال الشديد، صدم الرأي العام الإسرائيلي وأثار موجة من الغضب، ما زاد من الضغوط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمضي قدمًا في مرحلة ثانية من الاتفاق.
يجد نتنياهو، نفسه الآن أمام خيار صعب, الاستمرار في الحفاظ على حكومته الائتلافية، التي يهدد بعض أعضائها المتشددين بالانسحاب في حال تمديد الهدنة، أو المضي قدمًا في مفاوضات من شأنها إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وفقًا لتقرير الجارديان
انتقادات داخلية وضغوط سياسية
وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، رفض أي مقارنة بين الرهائن المحررين وضحايا معسكرات الاعتقال النازية، واعتبر أن أي دعوات لتمديد وقف إطلاق النار تعني "الاستسلام لحماس".
في المقابل، عبرت عائلات الرهائن عن استيائها من تباطؤ الحكومة، متهمة نتنياهو بعرقلة اتفاق ينقذ ذويهم.
معاناة على الجانبين
لم تقتصر مشاهد الإنهاك على الإسرائيليين المحررين، فقد أفاد نادي الأسير الفلسطيني أن العديد من الأسرى الذين أطلق سراحهم بدوا في حالة صحية متدهورة، حيث احتاج سبعة من أصل 43 إلى دخول المستشفى فور وصولهم إلى رام الله, ونددت منظمات حقوقية بسياسات الإساءة المؤسسية داخل السجون الإسرائيلية، متهمة السلطات بتخفيض الحصص الغذائية بشكل حاد، ما أدى إلى فقدان بعض السجناء لعشرات الكيلوجرامات.
مستقبل مجهول للهدنة
في ظل تصاعد التوترات، يبقى وقف إطلاق النار مهددًا بالانهيار، خاصة مع تلويح حماس بالعودة إلى القتال في حال لم تلتزم إسرائيل بتعهداتها, في الوقت نفسه، تتجه الأنظار إلى المفاوضات الجارية في قطر، وسط مخاوف من أن تؤدي الحسابات السياسية الداخلية في إسرائيل إلى إجهاض أي تسوية شاملة للأزمة.