نازحون سوريون يواجهون واقعًا صعبًا بعد سقوط نظام الأسد

السبت 08 فبراير 2025 | 06:37 مساءً
أرشيفية
أرشيفية
كتب : بسنت شعراوي

يعيش عشرات الآلاف من النازحين السوريين في مخيمات تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، بعد أن وجدوا منازلهم مدمرة إثر سنوات الحرب، رغم فرحة الكثيرين بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد، فإن العودة إلى القرى والمدن باتت شبه مستحيلة بسبب الدمار الواسع وغياب الخدمات الأساسية.

ووفقًا لما نقلته صحيفة الشرق الأوسط، يكافح النازح مهدي الشايش (40 عامًا) للتأقلم مع الحياة في مخيم أطمة شمال غربي سوريا، حيث يقيم منذ عام 2012، قال الشايش، وهو أب لأربعة أطفال، إن سقوط النظام كان حلمًا طال انتظاره، لكنه لم يكتمل، إذ وجد منزله في قرية التريمسة بمحافظة حماة غير صالح للسكن بعد تعرضه للقصف والتدمير، ويوضح: "بيتنا كان جنة صغيرة، لكنه تحول إلى أطلال، ولا أملك المال لترميمه".

تزداد معاناة النازحين مع اقتراب الشتاء، حيث تفتقر المخيمات إلى البنية التحتية والخدمات الأساسية. يوضح الشايش أنه عاد مؤقتًا إلى قريته لكنه اضطر إلى الرجوع للمخيم بسبب انعدام المأوى المناسب، مشيرًا إلى أن أقاربه لم يجدوا أيضًا منازل تؤويهم، في الوقت نفسه، يعيش النازحون في مساكن بدائية مصنوعة من الطوب، وتعتمد الأسر على مدافئ تعمل بالمازوت في ظل برد قارس.

بالإضافة إلى ذلك، يعاني نحو خمسة ملايين شخص في مناطق سيطرة المعارضة بإدلب ومحيطها من ظروف إنسانية متدهورة، ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، غادر أكثر من 71 ألف نازح المخيمات خلال الشهرين الماضيين، لكن العودة إلى المناطق الأصلية لا تزال صعبة بسبب الدمار الواسع وغياب الكهرباء والمياه والبنية التحتية الأساسية، وأشار ديفيد كاردن، نائب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، إلى أن "الكثيرين يواجهون خطر الألغام المتبقية من المعارك السابقة، مما يعرقل عودتهم".

كما تنتظر الأسر النازحة حلولًا ملموسة لإعادة الإعمار، بينما يتطلع البعض إلى دعم دولي لتسهيل العودة. مريم عنبري (30 عامًا)، نازحة من كفرنبودة، تعيش مع زوجها وأطفالها الثلاثة في مخيم أطمة منذ سبع سنوات، وتعبر عن استيائها قائلة: "لا فرق عندي من يحكم سوريا، ما نريده هو حياة كريمة"، تأمل مريم أن تسهم الحكومة الجديدة في تحسين الأوضاع، لكنها تدرك أن الطريق لا يزال طويلًا أمام تحقيق الاستقرار.

ويتمسك بعض النازحين بأمل العودة رغم التحديات، ولو إلى أنقاض منازلهم، صباح الجاسر (52 عامًا)، نازحة من ريف إدلب، تؤكد أنها ستعود إلى قريتها بمجرد انتهاء أطفالها من دراستهم، قائلة: "إن لم نجد بيتًا، سنبني خيمة، لكننا لن نبقى هنا للأبد".

اقرأ أيضا