فيروس نقص المناعة البشرية والملاريا.. ضحايا جدد لقرارات إدارة ترامب تجميد التمويل

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، أوقفت إدارة ترامب برنامجًا رائدًا لإنشاء لقاحات الملاريا، مما يهدد بتأخير التقدم الطبي لسنوات, هذا القرار ليس إلا مثالًا واحدًا على الاضطرابات المتتالية التي شهدتها البحوث الصحية العالمية منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السلطة. وفقًا لتقرير الجارديان 

برنامج تطوير لقاح الملاريا: أهدافه وإنجازاته

برنامج تطوير لقاح الملاريا التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (MVDP) يهدف إلى الحد من تأثير الملاريا على الأطفال في المناطق الموبوءة بالمرض, ففي إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، يقتل الملاريا ما يقرب من 450 ألف طفل دون سن الخامسة كل عام.

وجرى الترحيب بإدخال لقاحين للملاريا في عام 2024 كتحول كبير، لكن الأبحاث الممولة من MVDP تهدف إلى جعل هذه اللقاحات أكثر فعالية وأطول أمدًا.

تأثير التوقف المفاجئ على البحوث الصحية

حذر الباحثون من أن التوقف المفاجئ للتمويل سيؤخر البحث لسنوات، وسيؤثر على التجارب الجارية على البشر والحيوانات, وقال أحد الأكاديميين المشاركين في البرنامج: "هناك عواقب أمنية ضخمة للإغلاق المفاجئ ,فأنت ملزم تمامًا بمتابعة المشاركين والتأكد من بقائهم آمنين".

تجميد التمويل والمراجعة الحكومية

أوامر تجميد تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تغطي فترة أولية مدتها 90 يومًا أثناء إجراء المراجعة, ومع ذلك، يشكك العديد من الخبراء في قدرة الإدارة الجديدة على إجراء هذه المراجعة بشكل فعال، خاصة بعد فصل العديد من كبار المسؤولين في الهيئات الصحية الأمريكية.

الآثار المترتبة على برامج الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية

قال البروفيسور كينيث نغوري من جامعة جومو كينياتا للزراعة والتكنولوجيا في كينيا، إن الباحثين في المشاريع التي تختبر خيارات الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية تلقوا أوامر بوقف العمل, وحذر من أنه حتى إذا أعيد تشغيل المشاريع بعد توقف دام 90 يومًا، فسيظل هناك "الكثير من الضرر".

تحذيرات من انتشار فيروس نقص المناعة البشرية المقاوم للأدوية

إذا انخفض مستوى الأدوية في جسم المشارك إلى مستويات غير وقائية، فهذا لا يعرضه لخطر الإصابة بالعدوى فحسب، بل يعني أيضًا أن عدواه أكثر عرضة لتطوير مقاومة للأدوية, وهذا يجعل علاجه أكثر تعقيدًا، وإذا أصاب شخصًا آخر، فإن المقاومة ستنتشر.

البحث عن تمويل بديل

قال البروفيسور كيلي شيبالي من مركز أبحاث H3D بجامعة كيب تاون، إن مشروعًا يعمل على إنشاء منصة لتصنيع المكونات الصيدلانية الفعالة في جنوب إفريقيا معرض للخطر, وأضاف: "نحن نبحث بشكل عاجل عن آليات تمويل بديلة لمواصلة هذا العمل المهم".

نداء لإعادة النظر في القرار

قال نغوري: "هناك حاجة لإعادة النظر في هذا القرار لقد حصلنا على دعم كبير من الحكومة الأمريكية، وتم تجنب العديد من الإصابات، ونحن الآن نبدأ في الحديث عن السيطرة على جائحة فيروس نقص المناعة البشرية في السنوات القادمة, ولكن عندما تفعل كل هذا، إذا توقفت بعد ذلك، فإننا نبدأ في التراجع، ويمكننا أن نتراجع لسنوات عديدة، إن لم يكن لعقود من الزمن".

إعفاء المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة

في معرض التعليق، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية، إلى إعفاء صدر يوم الأربعاء للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة, ومع ذلك، يبقى تأثير تجميد التمويل على البحوث الصحية العالمية مصدر قلق كبير للعديد من الخبراء والمؤسسات البحثية.