وفقًا لتقرير الجارديان، نجح الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في تجاوز أول عقبة كبرى عام 2025، بعد أن تحدى خصومه المحليين والدوليين ليواصل حكمه المستمر منذ 12 عامًا.
وفي خطاب تنصيبه يوم الجمعة، قال مادورو البالغ 62 عامًا: "أنا رئيس الشعب.. وسأواصل المسيرة بقوة إعصارية وبركانية لشعب يعشق وطنه ومستقبله ويؤمن بالسلام".
لكن التحدي الأكبر قد يكون في الأفق مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وما قد تحمله هذه العودة من عواقب غير متوقعة على مستقبل مادورو السياسي.
ترامب.. موقف غير متوقع
وصف جون بولغا هيسيموفيتش، الخبير بالشأن الفنزويلي في الأكاديمية البحرية الأمريكية، إدارة ترامب بأنها "ورقة جامحة"، مشيرًا إلى حالة عدم اليقين بشأن السياسات التي قد يتبناها ترامب تجاه فنزويلا.
وهناك من يرى أن ترامب قد يستأنف سياساته المتشددة تجاه مادورو كما فعل خلال فترة رئاسته الأولى (2017-2021)، أو قد يتخذ خطوات أكثر جرأة, ففي ولايته الأولى، أطلق حملة "الضغط الأقصى" عبر فرض عقوبات مشددة وتهديدات عسكرية، إلى جانب الاعتراف برئاسة موازية لخوان غوايدو, ومع ذلك، أدت هذه السياسات إلى تعزيز موقع مادورو وزيادة المعاناة الاقتصادية للمواطنين.
إشارات على تصعيد محتمل
رغم إخفاق سياسات الضغط السابقة، اختار ترامب شخصيات بارزة معروفة بمواقفها المتشددة تجاه فنزويلا لتولي مناص،ب رئيسية, ومن بين هؤلاء ماركو روبيو، المرشح لمنصب وزير الخارجية، والذي وصف حكومة مادورو بأنها "منظمة إجرامية تتاجر بالمخدرات".
كما عُيّن ماوريسيو كلافر، كاروني مبعوثًا خاصًا لأمريكا اللاتينية، بينما تم ترشيح مايك والتز، المعروف بمواقفه المتشددة، لمنصب مستشار الأمن القومي.
وفي جلسة استماع بمجلس الشيوخ، وصف روبيو الانتخابات الفنزويلية الأخيرة بأنها "مزورة بالكامل"، مشيرًا إلى أن النظام الحالي يفتقر إلى الشرعية.
هل هناك فرصة للتفاوض؟
في المقابل، أثارت تعيينات أخرى جدلًا حول احتمال اتباع ترامب نهجًا أقل تصعيدًا. فريتشارد غرينيل، الذي تم تعيينه كمبعوث خاص للمهمات الرئاسية، أجرى محادثات سرية عام 2020 مع خورخي رودريغيز، أحد أبرز حلفاء مادورو, وقد أدى هذا التعيين إلى تكهنات بأن ترامب قد يسعى إلى اتفاق سياسي مع مادورو يشمل ترحيل المهاجرين الفنزويليين من الولايات المتحدة ومنح الشركات الأمريكية وصولًا إلى احتياطيات فنزويلا النفطية، مقابل قبول واشنطن ببقاء مادورو في السلطة.
سياسة مزدوجة أم تصعيد مباشر؟
تمارا تاراسيك برونر، مديرة برنامج سيادة القانون في مؤسسة الحوار بين الأمريكيتين، دعت إلى نهج يجمع بين فرض عقوبات مستهدفة على قيادات النظام ومقربيهم، وفتح حوارات سرية مع شخصيات في الدائرة المحيطة بمادورو لإقناعهم بالتخلي عنه.
وأوضحت برونر: "لا يمكن لأي من الخيارين المتطرفين الضغط الأقصى أو الصفقات السياسية المريحة أن يحقق الاستقرار لفنزويلا أو يطيح بمادورو, المطلوب هو مزيج من الضغط الدولي والحوار الاستراتيجي مع المقربين منه."
مستقبل غامض
بينما يستعد ترامب لتولي منصبه مجددًا، يظل المسار الذي ستسلكه الولايات المتحدة تجاه فنزويلا مفتوحًا على جميع الاحتمالات, فهل ستكون السياسة القادمة إعادة لنهج الضغط الأقصى، أم أن فنزويلا ستشهد تغيرًا دراماتيكيًا نحو التسويات السياسية؟ الإجابة قد تعتمد على مزاج ترامب، وآخر مستشاريه تأثيرًا عليه، ومدى ولائهم له.