وفقًا لتقرير فورين بوليسى أثارت التهديدات العلنية التي أطلقها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن استعادة قناة بنما بالقوة إذا لزم الأمر، ردود فعل حادة في أمريكا اللاتينية, جاءت هذه التهديدات لتؤثر بشكل كبير على مكانة الولايات المتحدة في المنطقة، ما يعكس حالة من الاستفزاز الدبلوماسي مع جيرانها في القارة.
ردود فعل بنما ودول أمريكا اللاتينية:
سرعان ما رد الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو بتأكيده على رفض أي محاولة لاستعادة القناة، قائلاً: "لا سبيل إلى ذلك".
كما سارعت دول أخرى في أمريكا اللاتينية، بما في ذلك المكسيك وتشيلي وكولومبيا، إلى إعلان تضامنها الكامل مع بنما، ما يبرز التحالفات الإقليمية التي قد تواجه محاولات التصعيد الأمريكي.
التاريخ والرمزية.. دروس من الماضي:
تشير هذه التوترات إلى تاريخ طويل من العلاقات المعقدة بين الولايات المتحدة ودول أمريكا اللاتينية.
ففي فترة رئاسة ثيودور روزفلت، الذي أطلق مقولته الشهيرة: "تحدث بهدوء واحمل عصا كبيرة"، بدأت الولايات المتحدة في بناء قناة بنما. إلا أن ترامب، بخلاف سابقيه، لا يتبنى دبلوماسية الهدوء، بل يميل إلى الحديث بصوت عالٍ، مما قد يؤدي إلى تصعيد الوضع.
النمط المعاملاتي لترامب
تكشف تصريحات ترامب عن أسلوبه المعاملاتي في السياسة، حيث يضع المكاسب الشخصية على رأس أولوياته، في كثير من الأحيان على حساب القيم والتحالفات الدولية. هذا النهج قد يفاقم من التوترات مع الدول التي تعتمد على الدعم الأمريكي، ما يستدعي منها إعادة النظر في استراتيجياتها وعلاقاتها مع واشنطن.
التحديات المستقبلية في ظل قيادة ترامب
في ظل استمرار ترامب في منصبه، يتوقع أن تشهد الساحة الدولية مزيدًا من الاضطرابات في الأسواق العالمية والعلاقات بين الدول, وستظل الدول والشركات تسعى للاستفادة من الفرص التي قد تخلقها الطبيعة "المعاملاتية" لترامب، مما يتطلب استعدادًا أكبر من جانب قادة العالم لتحديد كيفية التعامل مع هذا الواقع الجديد.