وفقًا لتقرير (الغارديان ) أكدت منظمة أوكسفام أن إسرائيل تواصل استخدام الجوع كـ "سلاح حرب" في شمال غزة، مشيرة إلى أن 12 فقط من أصل 34 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية والمياه، التي سمح لها بالدخول إلى المنطقة خلال الأسابيع العشرة الماضية، تمكنت من توزيع مساعدات على المدنيين الفلسطينيين الذين يعانون من المجاعة، وذلك بسبب "التأخيرات المتعمدة والعراقيل المنهجية" التي فرضها الجيش الإسرائيلي.
وأوضحت المنظمة في بيان صحفي أن المساعدات التي تم تسليمها في بعض الحالات، بما في ذلك الطعام والماء، تم توزيعها في مدارس تحولت إلى ملاجئ. ولكن في وقت لاحق، تم قصف هذه المدارس في غضون ساعات من إخلائها.
وأشارت أوكسفام إلى أن إسرائيل منعت العديد من المنظمات الإنسانية من تقديم المساعدات إلى شمال غزة منذ بداية أكتوبر، عقب الهجوم الإسرائيلي المكثف على مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، بحجة محاولة وقف إعادة تمركز مقاتلي حماس.
وحذرت المنظمة من أن المدنيين الفلسطينيين الذين يستلمون المساعدات في شمال غزة، بما في ذلك حصص جاهزة للأكل ودقيق القمح والمياه، يواجهون خطر التعرض للهجوم من قبل الغارات الجوية الإسرائيلية، التي استهدفت المدارس، ومخيمات اللاجئين، والمستشفيات. ولفتت إلى أن حوالي 130,000 شخص تم تهجيرهم قسرًا من شمال غزة، 70% منهم من النساء والفتيات، الذين يعيشون في المباني المهجورة والملاجئ المكتظة في مدينة غزة.
في تصريح لها، قالت سالي أبي خليل، مديرة أوكسفام للشرق الأوسط وشمال أفريقيا:
"الوضع في غزة مأساوي، والناس محاصرون في ظروف لا يمكن تحملها. يواجهون معاناة شديدة بسبب نقص الطعام والمأوى في برد الشتاء القارس. من المؤسف أن العالم يقف عاجزًا عن اتخاذ أي إجراءات حاسمة رغم الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي واستخدام إسرائيل الجوع كسلاح حرب."
وأكدت أبي خليل: "غزة دُمّرت بالكامل، والشعب يعاني في ظل انهيار النظام العام وتدهور الوضع الإنساني. نناشد المجتمع الدولي التدخل فورًا لوقف هذه المجزرة. هناك أدوات دبلوماسية واقتصادية يمكن استخدامها لإجبار إسرائيل على وقف العمليات العسكرية. كل يوم يمر دون وقف إطلاق النار يهدد حياة مئات المدنيين."
في السياق ذاته، حذرت "لجنة مراجعة المجاعة" (FRC)، وهي مجموعة من خبراء الأمن الغذائي العالميين، الشهر الماضي من أن المجاعة في شمال قطاع غزة باتت وشيكة. وأضافت اللجنة أن سوء التغذية والموت الزائد نتيجة لذلك يزداد بشكل سريع، مع احتمال تجاوز حدود المجاعة في المستقبل القريب.