تحول القصر الرئاسي في حي المهاجرين بدمشق إلى وجهة للزائرين السوريين الذين يشعرون بالفرح بعد سقوط نظام بشار الأسد، الذي حكم البلاد لسنوات طويلة بأسلوب استبدادي عنيف، يعكس هذا الحدث تطلعات الكثير من السوريين نحو التغيير والأمل في مستقبل أفضل، بعد عقود من القمع والمعاناة.
أصبحت زيرة القصر الرئاسي رمزًا للحرية والتحرر من الاستبداد، حيث يتمتع الناس بحرية التعبير عن فرحتهم وتطلعاتهم نحو السلام والعدالة، ومع تجول المدنيين في أروقة القصر، وجدوا لمحات عن الأيام الأخيرة للرئيس الهارب الذي استخدم التعذيب والقصف والأسلحة الكيميائية لترهيب شعبه.
مضادات اكتئاب
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال، أن مكتب الأسد المهجور ملئ بشرائط من أقراص "البنزوديازيبين" المضادة للقلق، وتتناثر أوراق على أرضية المكتب، موضحة أنه وجود على مكتب الأسد كتابا عن تاريخ الجيش الروسي، وخريطة شمال شرق سوريا، وسيرة ذاتية لنفسه.
وذكرت الصحيفة انه تم العثور أيضا على خريطة للجولان السوري المحتل، وكذلك صور لبشار الأسد وزوجته أسماء، ووالده حافظ الأسد، مزقها السوريون في القصر الذي تحول لعلامة هزيمة النظام المخلوع، وفق وول ستريت جورنال.
وأكدت صحيفة نيويورك تايمز أنه تم العثور على طاولة في أحد المكاتب، عليها فنجان قهوة نصف منتهٍ، والكثير من أعقاب السجائر، وجهاز التحكم عن بعد، ما يعكس صورة الأسد وهو يدخن بعصبية بينما يشاهد أخبار تقدم الفصائل المسلحة على التلفزيون.
حمام لبثينة شعبان
واوضحت صحيفة نيويورك تايمز أن القصر يحتوي على حمام داخلي خاص ببثينة شعبان، التي عملت مستشارة لعائلة الأسد لعقود من الزمن، وكذلك صور مؤطرة لما بدا أنه حفل عيد ميلادها الـ70 موضوعة على إحدى الطاولات.
وتم العثور في القصر على غلاف مؤطر من مجلة "تايم" إصدار عام 1983، والذي ظهر فيه الأسد ووالده، على عنوان "سوريا: الصدام مع الولايات المتحدة، والسعي إلى دور أكبر".
غرف تحت الأرض
كما يحتوي القصر على غرفتين على الأقل لاجتماعات مجلس الوزراء، واحدة توجد فوق الأرض وأخرى تحت الأرض، فيما يبدو أن الغرفة التي تكمن تحت الأرض بنيت لمواقف تشابه الأيام الأخيرة للأسد في قصره.
كما عثر في الطابق الثالث تحت الأرض، على غرف معيشية كاملة، ولوحات نحاسية تحدد مقاعد وزير الدفاع والقادة العسكريين المختلفين، وتصنف الأسد بصفته القائد العام، ويذكر أن الذي صمم القصر المهندس المعماري الياباني كينزو تانج واكتمل بناؤه في عام 1990 في ظل حكم والد الأسد.
ويبلغ مساحة القصر حوالي 95 كيلومترا مربعا، وكان حتى هذا الأسبوع يقع داخل مجمع محمي بشكل كبير تبلغ مساحته نحو 1539 كيلومترا مربعا، ويضم أيضا مستشفى خاصا ومقرا للحرس الجمهوري، وفق صحيفة نيويورك تايمز.
جدير بالذكر أن الشعب السوري اقتحم خلال الأيام الماضية جميع القصور التي يملكها بشار الأسد وزوجته في مختلف أنحاء دمشق واللاذقية، ناشرين على وسائل التواصل الاجتماعي الثراء التي عاشت بكنفه عائلة الأسد، في حين كان الشعب يزداد فقرا.