نقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية، تصريحات مثيرة أدلى بها عمر الفايد، نجل رجل الأعمال المصري الراحل محمد الفايد، زاعمًا أن والده تظاهر بإصابته بالخرف للتهرب من الملاحقة القضائية في قضايا اغتصاب واعتداء جنسي طالت ما لا يقل عن 111 امرأة وفتاة على مدار أربعة عقود.
"خدع الجميع وتهرب من العقاب"
في حديثه لصحيفة ميل أون صنداي، شبّه عمر الفايد والده بمجرم حرب نازي، مشيرًا إلى أن آخرين أنقذوه من مواجهة العدالة بحجة فقدانه الأهلية العقلية. وأضاف: "عاد إلى العمل بعد ذلك بكامل قواه العقلية، بينما بقي الضحايا يعانون في صمت".
وأعرب عمر عن أسفه لعدم محاكمة والده قبل وفاته العام الماضي عن عمر يناهز 94 عامًا، قائلًا: "كان يجب أن يأخذ التحقيق مجراه عندما كان لا يزال على قيد الحياة".
اتهامات متعددة وسنوات من الجدل
وفقًا للصحيفة، تعتقد الشرطة أن محمد الفايد اعتدى جنسيًا على عشرات النساء والفتيات، مستغلاً سلطته ومكانته. ورغم التحقيقات، فشلت السلطات في توجيه اتهامات إليه بسبب ادعاء إصابته بالخرف، وهو ما وصفته ضحاياه بـ"الخدعة المروعة".
وتشير تقارير إلى أن الفايد حاول منع بث فيلم وثائقي على قناة Channel 4 عام 2017 يتناول قضايا تحرشه الجنسي، متذرعًا بحالته الصحية. لكن الفيلم كشف شهادات صادمة، منها اعتداء على فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا عام 1993، حيث ضغط عليها لارتداء ملابس السباحة والتقاط صور بحجة مساعدتها في التمثيل.
"العدالة غائبة"
قالت إحدى الضحايا، تشيسكا هيل وود، التي تحدثت في الفيلم الوثائقي: "تظاهر بالمرض للهروب من العدالة، وهو تصرف يعكس طبيعته المتعجرفة." وأضافت: "للأسف، لم يواجه الفايد العدالة، وترك وراءه إرثًا من الألم للعديد من النساء".
إجراءات جديدة ومراجعة الشرطة
ذكرت شرطة العاصمة أنها أطلقت مراجعة شاملة للتحقيقات السابقة المتعلقة بالفايد، بما في ذلك دور ضباط يُزعم أنهم ساعدوه في الإفلات من العدالة. وأوضحت أن التحقيقات السابقة، رغم اتساع نطاقها، لم تحقق العدالة المرجوة، مؤكدة: "ما زلنا ملتزمين بدعم الضحايا ومراجعة أي أخطاء وقعت في الماضي".
تفتح هذه الادعاءات الباب أمام تساؤلات حول كيفية التعامل مع قضايا تستغل فيها السلطة والنفوذ للتلاعب بالقانون وإسكات الضحايا.